الحديث مع عبد القادر مقداد حديث ذو شجون لرجل عرف بعفويته وبشاشته المعهودة حيث لم تحمله الشهرة وتوابعها نحو الغرور والاكتفاء بتقوقع على الذات تاريخ حافل بالأعمال الفنية الزاخرة منذ السبعينات لكن الرجل مازال يحمل في داخله روح شاب يافع يحلم ثم يحلم ويحدثك حديث رجال المسرح الكبار كأنه لا يزال يتعلم وأنه تلميذ بمدرسة المسرح ومازال يتحدث عن أفق آخر نحو تجريب أشكال مسرحية جديدة تخرجه في شكل مسرحي جديد، نحو تجريب أشكال فنية جديدة تتعاطى مع متطلبات المرحلة. فمع الفنان المسرحي ومدير المركز السيد عبد القادر مقداد كان الحوار التالي: تسربت معلومات عن انتاجكم، ما صحة ما وقع تداوله؟ اعتدنا في أعمالنا السابقة ان نشرع في انجازها في طي الكتمان لتطبخ على نار هادئة وتكتمل بنيتها الأساسية من نص واخراج وتثميل وتنضح مفرداتها التقنية والبشرية وتتقدم شوطا متكاملا كفرجة تعطي معلومات ضافية تفيد المتطلعين الاوفياء على جديدنا... ولكن هذه المرة تسربت معلومات متفرقة غير دقيقة عن عملنا الجديد والحال أننا مازلنا في الخطوات الاولى للمشروع لذلك وجب التصحيح ومع ذلك ستكون المعلومات حتما منقوصة لأنها قيصرية باعتبار حداثة مباشرة العمل لأن الرؤية لم يكتمل انجازها بعد وإن الاضافة على مستوى الاخراج والديكور والموسيقى والملابس وحتى النص تتطور مع مزيد التمارين وتعميق التصور لدى السنوغراف وعطاء الأطراف الفاعلة في المشهد وهي لعمري ألذ مرحلة يمر بها المخرج المسرحي وأتبعها وفيها تظهر قيمته الابداعية وقدرته على ادارة الفريق العامل معه فنيا وتقنيا لأنها فترة الادارة الفنية والتجلي والاكتشاف والمتعة باستنباط الجديد للحركة والكلمة واللحن والإنارة واستغلال الفضاء. ماذا تمثل هذه الأوبيرات أو المغناة؟ «ساق نجعك ساق» عنوان مسرحية اخترته لمغناة طالما فكرت في انجازها منذ سنوات نظرا لشغفي بالموسيقى التي هي هوايتي قبل الاختصاص ودراسة وامتهان المسرح والمغناة هي ليست في قطيعة مع الفن الدرامي بل هي دراما في محتواها من حيث الاحساس والأداء ولكن شكل التعبير فيها يختلف عن المسرح. ومنذ شهر جويلية أحسست برغبة جامحة لمباشرة البرنامج بعد مباركة وتشجيع المسؤولين ورجال الثقافة في الجهة وان كنت أعرف ان المغناة من الصعب جدا إيجاد مستلزماتها الفنية والتقنية والمادية في مستوى جهوي ومع ذلك عزمت وغامرت والله الموفق. هل يخدم زخم النصوص موضوع العمل؟ بما أني حددت اختياري التعبيري لهذه المغناة المتمثل في اعتماد السيناريو كليا عن الشعر وأعددت قائمة طويلة من الأخوة الشعراء للاتصال بهم وتشريكهم في العمل بصفتهم تلك بقصائد شعرية وغنائية موجهة طبق مستلزمات السيناريو وتبقى ملكية القصائد والأغاني مضمونة لأصحابها أدبيا وماديا ومعنويا بالاسم والتوصيل وهكذا لا وجود لمؤلف معين بمفرده لهذا العمل الذي يحوي زخما من الشعر والشعراء أمثال لزهر بالوافي وأحمد البناني ونجيب الذيبي وبلقاسم عبد اللطيف ومحمد الوحيشي وجمال عمايمية... والقائمة تطول.. أما خدمة الأشعار لمضمون العمل فأفضل الاجابة عنه بعد اكتمال المغناة وإن كان موضوعها الذي طغى ويطغى على وجداني وسينعكس حتما في المغناة هو الحب بمفهومه الواسع والشامل.