انطلقت عروض الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان المنستير الدولي يوم 15 جويلية ببرمجة سعت الى المحافظة على مجموعة توازنات منها ما يتعلق بنوعية العروض المبرمجة فالمهرجان هو الوحيد بجهة الساحل الذي برمج سهرات لنجوم عرب وغربيين مثل حكيم وفضل شاكر وباسكال مشعلاني ومجموعة الرقص العصري يونست من روسيا وهم نجوم يغني بعضهم للمرة الأولى بالمنستير والبعض الآخر للمرة الثالثة وهي برمجة تعتبر رهانا لأن رباط المنستير مهما اجتهدت الهيئة لن يتمكن في ظل الفضائيات من تسديد تكاليف العروض وهذه المسألة تعيدنا الى حاجة المدينة الى مسرح للهواء الطلق قادر على استيعاب من لم يتمكن من متابعة بعض السهرات على غرار مسرحية لمين النهدي. سهرات فنية ناجحة سلسلة السهرات التي انطلقت مع الفرقة الوطنية للموسيقى ومسرحية «أحبك يا شعب» ثم عرض أمينة فاخت ومسرحيات كل من نعيمة الجاني ونصر الدين بن مختار ولمين النهدي وحكيم وباسكال مشعلاني التي غنّت ليلة الخميس 5 أوت وقدمت أفضل أغانيها ضمن تنظيم وحكم واستعداد فني أشرف عليه السيد محمد صالح العتيل وهو نجاح ينضاف الى نجاحات المهرجان ومجهودات الهيئة وقد سهر جمهور المنستير الى ما بعد منتصف الليل طربا وفنا أصيلا ضمن الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان المنستير الدولي. أما يوم الثلاثاء 10 أوت فكان لعشاق المسرح موعد آخر بعد الطالبات وأحبك يا شعب مع مسرحية «في هاك السردوك نريشو» كما سهر رواد المهرجان مع العروض السينمائية مثل عرض Matrix 2 وفيلم التجربة الدانماركية وهذا التنويع بين الجهوي والوطني والعالمي هو القطب الثاني من المهرجان وهو قطب لا يقل أهمية عن الأول إذ تربطه بالتوازنات المالية روابط كثيرة فالبرنامج مطالب بالمحافظة على النجاح الذي عرفه كما أنه مطالب بالاستجابة الى انتظارات المدينة والترويج للسياحة الداخلية دون السقوط في برمجة تراعي الشباك ولا تهتم بالانتاج الثقافي الراقي ولعلّ المسألة المالية والتوازن من أكثر المسائل طرحا هذه الأيام. اختتام في البال الدورة الحالية لمهرجان المنستير الدولي اختفت يوم 16 أوت بعرض فني انطلق بفكرة ضمن مشروع تخرج الأستاذ زهير عباس الذي يدير حاليا المركب الثقافي بالمنستير وتم تطويرها لتكون مشروع عمل ثقافي متكامل ستقدمه فرقة الشباب للموسيقى العربية بالمنستير في اخراج للأستاذ منصف مهني وأداء ركحي للثنائي نجوى الفتايتي ورضا عزيز أما الاداء الغنائي فيشارك فيه كل من محمود فريح وعماد مسعود ولطيفة عبد الجواد والناصر زيتون وكريم المالكي وفوزي نصر أما الديكور فهو من إيداع الفنانة حورية وفريد الشابي كما ساهم الاذاعي عبد العزيز فتح اللّه في تقديم بعض الأغاني من أرشيفه الخاص وتشارك في العمل مجموعة من الراقصين من المعهد الجهوي للموسيقى والرقص بالمنستير. هذا العرض يعدّ استثنائيا ويعتبر مفاجأة الدورة لكل عشاق الفن التونسي الأصيل فقد برمجت لجنة التنظيم العرض الفني «في البال» وهو إنتاج تونسي تتداخل فيه الفنون مع موسيقى ومسرح وشعر ورقص والعمل في جانب منه توظيف للموروث الثقافي الموسيقي التونسي.