تم رسميا وكما أشارت «الشروق» سابقا تزكية السيد حسن عليلش مديرا جديدا لمهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب (الفيفاج) وهو من الوجوه التي قدمت ولا تزال خدمات هامة في قطاع الفن السابع بالجهة لما يتميز به من ثقافة سينمائية شاسعة وعميقة جعلته طوال مختلف دورات هذا المهرجان يتحمل جل أعبائه انطلاقا من خطته ككاتب عام وأهلته لتأسيس رؤية دعمته في مكانه المناسب كمدير لهذه التظاهرة السينمائية الفريدة من نوعها في تونس والتي أصبحت من التقاليد الثقافية والفنية للجهة ككل. وستكون دورة هذه السنة والتي ستنطلق يوم 27 مارس احتفالية بامتياز وعلى أكثر من مستوى، أولا بمناسبة السنة الدولية للشباب ثانيا الاحتفال بعشرية هذا المهرجان ثالثا تناغما مع السنة الوطنية للسينما ولذلك تنكب الهيئة الجديدة على اعداد برنامج يتماشى وهذه المحطات المهمة، أبرزها ملتقيات تثقيفية وتكوينية وتحسيسية منها الملتقى الدولي للشباب الذي سيستقبل حسب التوقعات المرسومة قرابة 350 شابا تونسيا وأجنبيا سيشاركون في ورشات تعنى بمهن السينما وأخرى تخص نوادي السينما الدولية وسيتضمن هذا الملتقى منتدى دوليا للشباب سيدرج فيه نقاش يومي مع المحترفين وضيوف المهرجان، الملتقى الثاني سيكون وطنيا خاصا بالتلاميذ بالتعاون مع وزارة التربية ببرمجة ورشات تكوينية وحلقات نقاش حول الأفلام المدرجة في فعاليات المهرجان من المتوقع أن يشارك فيه قرابة 150 بين مدرسين وتلاميذ من كافة ولايات الجمهورية فيما سيخصص الملتقى الثالث لمحور مهم وهو «الأفلام ذات الميزانيات الصغيرة» ستحضره مختلف الأطراف التي لها صلة بهذا المحور. الجديد... الى جانب هذه الانشطة الموازية سيكون أحباء الفن السابع على موعد مع الفرجة بجملة من الأفلام والتي ستدرج ضمن قسمين: قسم المسابقة الدولية للأفلام الطويلة والقصيرة للشباب وللأطفال بإدارة لجنة تحكيم دولية محترفة وقسم المسابقة الوطنية الخاصة بالمواهب الشابة من المخرجين بتقييم من طرف لجنة تحكيم تونسية، والجديد في هذه المسابقات هو اسناد مبالغ مالية للفائزين بعد أن كانت الجوائز في الدورات السابقة تنحصر في شهادات لا غير والطريف في هذه المسابقة هو تشكيل لجنة تحكيم موازية من الشبان المتكونين في هذا المهرجان ستقوم باسناد جائزة خاصة بها للفيلم الطويل للشباب، هذا وسيتم أيضا عرض أفلام من العالم (طويلة وقصيرة) وأخرى من التراث العالمي مع ادراج قسمين آخرين من الأفلام المستقلة وأفلام المواهب الشابة. مهرجان بقاعة سينما وحيدة!!! تم السنة الفارطة برمجة 40 فيلما طويلا و136 فيلما قصيرا ومن المرجح أن هذين الرقمين سيرتفعان في الدورة الجديدة الشيء الذي جعل ادارة المهرجان تفكر في توظيف فضاءات أخرى لعرض هذا الكم الهائل من الأفلام في ظل بقاء قاعة سينما وحيدة بولاية سوسة ككل وهي «قاعة البالاص» وذلك برؤية تقطع مع المركزية وتحاول أن تدخل الى معتمديات أخرى بالجهة فركزت خارطة عرض هذه الأفلام في دور الثقافة بسوسة وأكودة والقلعة الصغرى وأيضا بدار الشباب حي الرياض والمسرح البلدي بسوسة. هيئة تتكامل وأصدقاء المهرجان الى جانب المجموعة المغرمة بالسينما والتي كونها المهرجان وأصبحت من أصدقاء هذه التظاهرة الأوفياء فإنه قد تم ضبط هيئة المهرجان الجديدة وهم من الوجوه التي ألفتها هذه الهيئة منذ البدايات الأولى لهذه التظاهرة وتتكون من: حسن عليلش رئيس، الدكتور هشام بن سعيد (مدير مهرجان سوسة الدولي) نائب رئيس أول، منصف بن عامر نائب رئيس ثان، أنيس بن أحمد كاتب عام، أنور الفاني أمين مال، عز الدين الكناني، مختار العجيمي، فتحي بن سالم ومحمد القديدي كأعضاء. آفاق أرحب من المبادرات الفريدة من نوعها والتي سيقع تجسيمها في هذه الدورة الجديدة ستكون بامضاء الخلية التي تعنى بالبعد الثقافي في المجال السمعي البصري في الاتحاد الأوروبي وذلك من خلال مشروع سيجمعها بالمهرجان يدعى «ميديا ميديس» يهدف الى تنمية السينما الثقافية بحضور دولتي ايطاليا وبولونيا الى جانب تونس سيقع خلالها دعوة نخبة من المنتجين والموزعين لهذه النوعية مع التعريف بها ودعمها وترجع هذه المبادرة الى مشاركة بعض المتكونين في صلب «الفيفاج» في تربصات خارج تونس منهم الشاب أنيس بن أحمد الذي سعى أثناء مشاركته في مهرجان لسينما الأطفال بجنوب ايطاليا «جيفوني» الى التعريف ب«الفيفاج» لدى هذه الخلية مما مهد للقاءات جمعت مختلف الأطراف وأثمرت في مرحلة الأولى هذا التعاون المجدي والذي قد يفتح آفاق أرحب لهذا المهرجان والذي يسعى القائمون عليه الى نزع صفة الموسمية عنه باثراء وتوسيع أنشطته على مدار السنة على حد تأكيد مديره السيد حسن عليلش الذي أضاف قائلا: «يطمح مهرجاننا زيادة على الاستعداد للدورة المقبلة الى أن يتحول الى هيكل يمارس بشكل متواصل ما نسميه بالتربية المستمرة بواسطة الصورة لفائدة الأطفال والشبان من خلال أنشطة مختلفة.»