لا بدائل تبدو واضحة امام السلطة الفلسطينية بعد أن رفعت الادارة الامريكية الراية البيضاء في محاولاتها «اقناع» نتانياهو بامكانية تجميد الاستيطان.. مؤقتا، وأعلمت السلطة الفلسطينية بالامر بعد ان تحولت كل العملية «التفاوضية» الى حوار ثنائي بين الحكومتين الامريكية والاسرائيلية. حوار غاب عنه صاحب الحق الاساسي وقد أوكل امره كليا الى الادارة الامريكية. لا بدائل ممكنة ازاء هذا المأزق المتوقع، اذا ما استمر تمسك السلطة الفلسطينية بنفس النهج في العلاقة مع الادارة الامريكية واسرائيل. فالسلطة تبدو مقيدة بالمفاوضات العقيمة السابقة، والتي دفعت بها تدريجيا الى تراجع الدور وفقدان الوزن، الى أن باتت الادارة الامريكية تفاوض عنها اسرائيل: تقبل منها ما يدعم مصلحة اسرائيل كما تستبعد كل ما من شأنه ان يرفضه ذلك الكيان. حتى الشريك العربي للمفاوض الفلسطيني، فقد تراجع دوره نهائيا . وبذلك فإن السلطة الفلسطينية اليوم، باتت في مواجهة وضعية خطيرة تتمثل خاصة في انفراد اسرائيل والولايات المتحدةالامريكية بها، وغياب البدائل أمامها بعد ان راهنت كليا على الخيار التفاوضي، وإن أدى ذلك الى تعميق عزلتها ، فلسطينيا خاصة. و بالتأكيد فإن السلطة الفلسطينية هي أسيرة الاتفاقات التي انشأتها، وهي كذلك اسيرة المنهجية التي توختها في مفاوضاتها مع اسرائيل منذ أوسلو على مر الدورات والعقبات التي عرفتها تلك المفاوضات، ولكن وبعد هذه التجربة المثقلة بالدروس، فإنه لا يمكن للفلسطينيين، بالسلطة الفلسطينية أو بدونها، الا ان ينحازوا الى الوحدة الوطنية الفلسطينية مجددا ، فتلك هي الخلاص الوحيد للفلسطينيين، بعد حوالي عشريتين من التعثر والمماطلة والتسويف، خسر فيهما الشعب الفلسطيني الكثير، ماديا ومعنويا، ولم يشفع له في ذلك، تنظمه في اطار السلطة «المعترف بها» دوليا. وفي هذه المرحلة الغامضة والمفتوحة على أخطر الاحتمالات، تبقى إعادة صياغة اسس الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعادة رسم أولويات النضال والصمود، أهم البدائل المطروحة على الشعب الفلسطيني، لعل ذلك يرمم ما دمرته سنوات التفاوض العبثي.