انطلقت وزارة التكوين المهني والتشغيل في برنامج عمل لتركيز تمشي الاشهاد المزدوج بالكفاءات والاعتراف المتبادل بالشهادات بالتعاون مع هياكل ومنظمات دولية. وقد أبرمت اتفاقية شراكة مع الجمعية الفرنسية لتكوين الكهول، أول هيكل للتكوين المتخصص في فرنسا، لارساء تمشي الاعتراف المتبادل بشهادات التكوين المهني بين 4 مراكز فرنسية مع مثيلاتها التونسية في اختصاصات مجهز حراري وصحي وفني في الصيانة الصناعية وفني في التبريد التجاري وتكييف الهواء وفني استغلال الشبكات. شهد شهر نوفمبر 2010 تخرج أول دفعة بجهاز التكوين المهني من الشبان المتحصلين على شهادات معترف بها عالميا. وينتمي خريجو هذه الدفعة الى المركز القطاعي للتكوين في البناء بسليمان اختصاص تجهيز حراري وصحي، وقد اجتازوا اختبارات ختم التكوين تحت اشراف المركز الفرنسي Campus lille-lomme التابع للجمعية الفرنسية لتكوين الكهول. وتحصل الشبان على شهادات الاعتراف المتبادل بالمهارات وهو ما يعني أن الكفاءة التي تحصلوا عليها تخول لهم العمل في هذه المهنة طبقا للمعايير العالمية مما يفتح أمامهم أفاقا واسعة للانخراط في سوق الشغل العالمية. وبالتوازي مع ذلك، تم الانطلاق في تمش آخر على مستوى المهنة يهدف الى ارساء الاشهاد المزدوج بالكفاءات من خلال ابرام اتفاقيات شراكة بين الجامعات والمنظمات المهنية التونسية مع نظيراتها الاجنبية. وقد تم في هذا الصدد ابرام اتفاقية شراكة بين الجامعة الوطنية للكهرباء والجامعة الوطنية للميكانيك الاتحاد الفرنسي لصناعات ومهن المعادن. ويهدف هذا الاشهاد المزدوج الى الرفع من تشغيلية خريجي جهاز التكوين المهني وضمان فرص أكبر للانخراط في مؤسسات كبرى منتصبة في تونس أو في الخارج ويندرج ضمن الجهود المبذولة قصد تعصير وتأهيل جهاز التكوين المهني في اطار الاستراتيجية الجديدة التي تم اعتمادها منذ الأشهر الأولى من سنة 2010 والتي أقرت وضع عدة برامج خصوصية في هذا المجال من بينها بالأساس تبني المعايير الدولية وارساء أقطاب امتياز وتعميم الحصول على علامات الجودة على مستوى مراكز التكوين المهني. ويتمثل الهدف الأساسي في جعل التكوين المهني العنصر الأساسي لتجسيم الاستراتيجية التنموية لتونس التي ترتكز بالأساس على الموارد البشرية الكفأة وانجاح النموذج الاقتصادي الجديد الذي ينبني على تنويع القاعدة الاقتصادية وتطوير الانشطة ذات القيمة المضافة العالية والمشغلة وجذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة.