أخبار تونس - شهد شهر نوفمبر 2010 تخرج أول دفعة من الشبان المتحصلين على شهادات معترف بها عالميا تابعوا تكوينا مختصا في المركز القطاعي للتكوين في البناء بسليمان في اختصاص تجهيز حراري وصحي. وقد اجتازوا اختبارات ختم التكوين تحت إشراف المركز الفرنسي "ليل لوم"التابع للجمعية الفرنسية لتكوين الكهول. وتحصل الشبان على شهادات الاعتراف المتبادل بالمهارات وهو ما سيخول لهم العمل في هذه المهنة طبقا للمعايير العالمية ممّا سيفتح أمامهم أفاقا واسعة للانخراط في سوق الشغل العالمية. من ناحية أخرى، يجري حاليا تنفيذ إجراء آخر على مستوى المهنة يهدف إلى إرساء الإشهاد المزدوج بالكفاءات من خلال إبرام اتفاقيات شراكة بين الجامعات والمنظمات المهنية التونسية مع نظيراتها الأجنبية. وتم في هذا الصدد إبرام اتفاقية شراكة بين الجامعة الوطنية للكهرباء والجامعة الوطنية للميكانيك من جهة والاتحاد الفرنسي لصناعات مهن المعادن من جهة أخرى. هذا وتشهد المنظومة الوطنية للتكوين المهني بتونس العديد من الإصلاحات والإجراءات بهدف تطوير أدائها والارتقاء بجودة محتواها إلى مستوى المعايير الدولية فضلا عن مزيد ملاءمة مخرجاتها مع حاجيات سوق الشغل، طبقا لما أقره البرنامج المستقبلي لرئيس الدولة الذي جعل قطاع التكوين المساند الأساسي لسياسات التشغيل والرفع من مردودية العمل. ويعتبر تركيز نظم الإشهاد المزدوج بالكفاءات والاعتراف المتبادل بالشهادات من أهم عناصر برنامج تأهيل جهاز التكوين المهني الذي تم ضبطه خلال مجلس الوزراء المنعقد بإشراف رئيس الدولة يوم 27 أفريل 2010. ويهدف هذا التمشي بالخصوص إلى الانخراط في المعاير والمواصفات العالمية المعتمدة في مجال التكوين المهني بما يفتح آفاقا جديدة أمام طالبي الشغل للاندماج في سوق الشغل الوطنية والدولية. وفي هذا الإطار، انطلقت وزارة التكوين المهني والتشغيل في برنامج عمل لتركيز تمشي الإشهاد المزدوج بالكفاءات والاعتراف المتبادل بالشهادات بالتعاون مع هياكل ومنظمات دولية وقد أبرمت للغرض اتفاقية شراكة مع الجمعية الفرنسية لتكوين الكهول أول هيكل للتكوين المتخصص في فرنسا لإرساء نظام للاعتراف المتبادل بشهادات التكوين المهني بين 4 مراكز فرنسية مع مثيلاتها التونسية في اختصاصات مجهز حراري وصحي وفني في الصيانة الصناعية والتبريد التجاري وتكييف الهواء وفي استغلال الشبكات.
وكان أعضاء وفد كندي يمثل مصالح تشغيل عمومية وأصحاب مؤسسات كندية قد زاروا تونس مؤخرا و أشادوا بمستوى الكفاءات التونسية. ونوه الزائرون خلال الزيارات الميدانية التي أدوها إلى بعض مراكز التكوين المهني بما بلغته منظومة التكوين من جودة وقدرة فائقة على التأقلم مع مستجدات قطاع الإنتاج ونظم العمل واستجابة سريعة لحاجيات المؤسسات الاقتصادية الكبرى. وفي سياق متصل، و حسب إحصائيات وزارة التكوين المهني والتشغيل ، بلغ عدد الشباب الحاملين لشهادات التعليم العالي والمسجلين في البرنامج الوطني للتكوين الإشهادي بمختلف جهات البلاد إلى مطلع نوفمبر الجاري، أكثر من 11 ألفا شاب وشابة موزعين على 6200 متكون في اللغة الانقليزية و2060 متكونا في اللغة الفرنسية و400 في لغات أخرى، إضافة إلى 2600 متكون في الإعلامية.
ويستهدف هذا البرنامج 20 ألف حامل شهادة عليا منهم 15 ألفا سيتم تكوينهم في اللغات الأجنبية (الانقليزية والفرنسية والايطالية..) و5 آلاف سينتفعون بتكوين في تكنولوجيات الاتصال والمعلومات.