تونس 30 نوفمبر 2010 (وات) - تشهد المنظومة الوطنية للتكوين المهني العديد من الإصلاحات والإجراءات بهدف تطوير أدائها والارتقاء بجودة محتواها إلى مستوى المعايير الدولية فضلا عن مزيد ملاءمة مخرجاتها مع حاجيات سوق الشغل طبقا لما أقره البرنامج المستقبلي لرئيس الدولة الذي جعل قطاع التكوين المساند الأساسي لسياسات التشغيل والرفع من مردودية العمل. ويعتبر تركيز نظم الإشهاد المزدوج بالكفاءات والاعتراف المتبادل بالشهادات من أهم عناصر برنامج تأهيل جهاز التكوين المهني الذي تم ضبطه خلال مجلس الوزراء المنعقد بإشراف رئيس الدولة يوم 27 افريل 2010. ويهدف هذا التمشي بالخصوص الى الانخراط في المعاير والمواصفات العالمية المعتمدة في مجال التكوين المهني بما يفتح آفاقا جديدة أمام طالبي الشغل للاندماج في سوق الشغل الوطنية والدولية. وفي هذا الاطار انطلقت وزارة التكوين المهني والتشغيل في برنامج عمل لتركيز تمشي الإشهاد المزدوج بالكفاءات والاعتراف المتبادل بالشهادات بالتعاون مع هياكل ومنظمات دولية وقد أبرمت للغرض اتفاقية شراكة مع الجمعية الفرنسية لتكوين الكهول أول هيكل للتكوين المتخصص في فرنسا لإرساء نظام للاعتراف المتبادل بشهادات التكوين المهني بين 4 مراكز فرنسية مع مثيلاتها التونسية في اختصاصات مجهز حراري وصحي وفني في الصيانة الصناعية والتبريد التجاري وتكييف الهواء وفي استغلال الشبكات. وقد شهد شهر نوفمبر 2010 تخرج أول دفعة من الشبان المتحصلين على شهادات معترف بها عالميا تابعوا تكوينا مختصا في المركز القطاعي للتكوين في البناء بسليمان في اختصاص تجهيز حراري وصحي وقد اجتازوا اختبارات ختم التكوين تحت إشراف المركز الفرنسي /ليل لوم/التابع للجمعية الفرنسية لتكوين الكهول. وتحصل الشبان على شهادات الاعتراف المتبادل بالمهارات وهو ما يعني ان الكفاءة التي تحصلوا عليها تخول لهم العمل في هذه المهنة طبقا للمعايير العالمية مما يفتح أمامهم أفاقا واسعة للانخراط في سوق الشغل العالمية. من ناحية أخرى يجري تنفيذ إجراء آخر على مستوى المهنة يهدف إلى إرساء الإشهاد المزدوج بالكفاءات من خلال إبرام اتفاقيات شراكة بين الجامعات والمنظمات المهنية التونسية مع نظيراتها الأجنبية. وتم في هذا الصدد إبرام اتفاقية شراكة بين الجامعة الوطنية للكهرباء والجامعة الوطنية للميكانيك من جهة والاتحاد الفرنسي لصناعات مهن المعادن من جهة أخرى.