لم تشعر الجماهير الغفيرة للنادي الافريقي بالمرارة والانكسار مثلما شعرت بهما عقب مقابلة الأحمر والأبيض أمام النجم الرياضي الساحلي في مسابقة الكأس بعد أن فقد الفريق أمل المنافسة على لقب «الأميرة» الذي احتجب عن خزائن النادي طيلة السنوات الماضية هذا بالاضافة الى ابتعاده نسبيا عن حلبة المنافسة على لقب البطولة في ظلّ الفارق الكبير من النقاط الذي يفصله عن متصدّر الترتيب العام وهو ما سيجعل فريق «باب الجديد» أمام حتمية التتويج بلقب بطولة شمال إفريقيا الذي قد يشكل جرعة أوكسجين يستعيد من خلالها زملاء المويهبي الروح المفقودة والطموح الغائب وهو ما قد يؤشّر لبداية مرحلة جديدة صلب حديقة المرحوم منير القبائلي أهم مقوماتها بناء فريق عتيد قبل خوض مسابقة رابطة الأبطال الافريقية خاصة إذا دعّم الفريق صفوفه بانتدابات موجهة ومدروسة وتجاوز مسؤولو النادي الشغور الواضح على مستوى منصب رئاسة الفريق والذي أرّق فئة عريضة من الجماهير العاشقة للونين الأحمر والأبيض. «الشروق» تحدثت الى ثلّة من صناع القرار في الفريق بالاضافة الى بعض رموز النادي ليلة المقابلة المنتظرة أمام مولودية الجزائر في إطار ذهاب الدور النهائي لبطولة شمال إفريقيا فكانت الآراء كالتالي: تحقيق سامي حماني عبد السلام اليونسي (رئيس فرع كرة القدم): نريد هذه «الكأس» لنروي بها عطشنا «أظن أن النادي الافريقي انقاد الى عثرة أمام النجم الرياضي الساحلي لم تكن في الحسبان في ظلّ المردود المتميّز الذي ظهر به فريقنا طيلة الفترة الماضية لذلك أظن أننا سننتظر ردّة فعل قوية من كل اللاعبين عندما نواجه مولودية الجزائر في مسابقة بطولة شمال إفريقيا وقد ركزنا بالخصوص على التحضير البسيكولوجي للاعبين ولا ننكر أننا سنفعل المستحيل للتتويج بهذا اللقب الاقليمي ولا أعتقد أن الفريق سيقع في تلك الأخطاء التي وقع فيها سابقا كما حدث في مقابلة الكأس أمام النجم الرياضي الساحلي». محمد علي القليبي (لاعب سابق): لا بدّ من جلسة عامة استثنائية في أقرب وقت «أعتقد أن الفوز ببطولة شمال إفريقيا يبقى أمرا مهما جدا بما أنه سيعزز رصيد النادي من الألقاب والتتويجات بغض النظر عن قيمته المالية وأظن أن مقابلة المولودية ستكون فرصة سانحة لتجاوز خيبة الكأس أمام النجم الرياضي الساحلي ومن المؤسف جدا أننا وقفنا على حقيقة لا مفرّ منها وهي الدور الكبير الذي يضطلع به الجناح زهير الذوادي صلب النادي الافريقي واتضح للعيان أنه كلما تغيب عن تشكيلة الفريق إلا وواجه النادي الافريقي العديد من المتاعب وهو ما حدث في مقابلتنا أمام النجم في سباق الكأس أما بالنسبة الى إدارة الفريق فأظن أنه حان الوقت لتجاوز هذا الشغور الحاصل على مستوى رئاسة الفريق من خلال الاعلان عن موعد رسمي لانعقاد الجلسة العامة الانتخابية خاصة أنه على ما يبدو أنه يتعذر على السيد الشريف باللامين مواصلة المشوار في ظلّ تدهور حالته الصحية وأمر آخر أريد الاشارة إليه وهو الفشل الواضح الذي تميّزت به الانتدابات التي أجراها الفريق مع بداية الموسم الرياضي الجديد وأظن أن الانتداب الوحيد المضمون والذي كنا نعوّل عليه كثيرا لتقديم الاضافة للنادي يتعلق باللاعب هشام السيفي ولكن يبدو أنه كان يعاني من مخلفات الاصابة ولاحظت شخصيا أن الفريق في حاجة ماسّة الى مهاجم من الطراز الرفيع». خالد السعيدي (لاعب سابق): لقب مفيد للمعنويات والنادي لا يواجه شغورا على مستوى رئاسته «أظن أن مقابلة النادي الافريقي أمام مولودية الجزائر تزامنت مع ظرف صعب يمرّ به النادي بحكم الخيبة التي مُني بها في مسابقة الكأس أمام النجم الرياضي الساحلي وذلك حسب اعتقادي نتيجة الثقة المفرطة التي ظهر بها لاعبو النادي بحكم المردود المتميز الذي قدموه طيلة الفترة الماضية لذلك أعتقد أن الفريق سيكون أمام فرصة سانحة لمصالحة جماهيره الغفيرة خاصة أن مهمة الفريق أصبحت صعبة جدا في مسابقة البطولة وأظن أن هذا اللقب الاقليمي سيكون مفيدا جدا من الناحية المعنوية للفريق أما بالنسبة الى إدارة الفريق فلا أعتقد أنها تواجه صعوبات أو عراقيل في ظلّ التفاف جميع المسؤولين حول فريقهم ونتمنى أن يحقق الافريقي نتيجة إيجابية في مقابلة الذهاب لضمان أوفر الحظوظ للتتويج باللقب خاصة في ظل صعوبة المهمة في لقاء العودة بالجزائر». نجيب غميض (لاعب سابق): الانتدابات ضرورية وإلا... «بعد المردود المتميز الذي قدمه الفريق طيلة الجولات الماضية اعتقدنا أن الفريق لن يحيد عن المسار الصحيح ولكن جاءت خيبة الكأس أمام النجم الرياضي الساحلي لنكتشف العديد من النقائص والثغرات التي ينبغي التفكير منذ هذه اللحظة في تجاوزها خاصة وأن الفريق سيشارك في مسابقة رابطة الأبطال الافريقية ولا بدّ من القيام بانتدابات موجهة وتفادي هذا التهافت الكبير من قبل الوسطاء والذي ساهم طيلة الأيام الماضية في فقدان بعض العناصر للتركيز أما بالنسبة لمقابلة مولودية الجزائر فأظن أن المنافسة على هذا اللقب ستكون لها انعكاسات معنوية ايجابية على كامل الفريق خاصة وأن مهمة الفريق في سباق البطولة أصبحت صعبة إن لم تكن مستحيلة لذلك أعتقد أنه ينبغي منذ الآن التفكير في تكوين فريق قوي قادر على خوض مسابقة رابطة الأبطال الافريقية بنجاح» القرار في الساعات القليلة القادمة: مصير الذوادي بين يدي حمادي بوصبيع تحاول الهيئة المديرة للنادي الافريقي جاهدة في الآونة الأخيرة احتواء أبناء الفريق وركائزه الأساسية نتيجة التهافت الكبير من قبل بعض الوسطاء لإلحاقهم بفرق أخرى وهو ما قد يجعل هيئة الفريق تعيش على وقع أزمة جديدة تهمّ عقود اللاعبين كتلك التي عرفها فريق باب الجديد خلال الموسم الماضي لذلك لم يتردد السيد حمادي بوصبيع في أخذ الأمر على عاتقه والدخول في مفاوضات مباشرة وناجعة مع اللاعبين المعنيين بصفته المدعّم الأول للنادي. البداية ستكون بحسم ملف اللاعب زهير الذوادي أحد أفضل العناصر داخل الفريق الأحمر والأبيض فهذا اللاعب أصبح يشكل مصدر قلق في صفوف الأفارقة بعد العرض المغري والجدي الذي وصله من فريق أوروبي ومع ذلك فإن اللاعب ووكيل أعماله اتخذا موقفا يُحسب لكليهما بعد أن قرّرا التحدّث الى «الأب الروحي» للنادي خلال الساعات القليلة القادمة على أن يحدّد السيد حمادي بوصبيع مصير اللاعب سواء بالإبقاء على خدماته في صفوف الفريق أو منحه الضوء الأخضر لخوض تجربة احترافية. يُذكر أن اللاعب ووكيل أعماله اتخذا هذه الخطوة كاعتراف بالجميل للرجل الذي طالما ساند اللاعب ودعّمه في وقت سابق ويدرك الذوادي أن قرار بوصبيع لن يكون إلا في خانة ما تفرضه مصلحة النادي الافريقي وكذلك مصلحة اللاعب. سامي رسمي: لقاء «المولدية» في الثامنة مساء برادس الملعب مفروض على الإفريقي وتوقيت اللقاء كذلك فحتى يوم الثلاثاء كانت المباراة مبرمجة لملعب المنزه حسب رغبة الإطار الفني وإن كان تحديد انطلاق اللقاء في البداية في علم الغيب فإن صبيحة الأربعاء تم إعلام الإفريقي أن المباراة ستدور في ملعب رادس وفي حدود الساعة الثامنة مساء وهذا ما قد يجعل الحضور الجماهيري محتشما نظرا للتوقيت المتأخر نسبيا. مشروع خاص ل«نور حضرية» و25 ألف تذكرة للمقابلة علمت «الشروق» أن أحد رجالات النادي الإفريقي سيتكفل ببعث مشروع خاص لمتوسط ميدان الفريق نور حضرية حرصا من الأفارقة على تأمين مستقبل هذا الشاب الصاعد وضمانا لجميع ممهدات النجاح أمامه في مشواره مع فريق باب الجديد وهو ما بعث ارتياحا كبيرا لدى اللاعب وعائلته ومن المؤكد أن هذا الإجراء يعكس حقيقة واضحة تتمثل في مراهنة عائلة النادي الإفريقي على أبنائها خلال الفترة القادمة. 25 ألف تذكرة لمقابلة «المولدية» أفادنا مسؤول بارز صلب هيئة النادي الإفريقي أنّه سيتمّ تخصيص حوالي 25 ألف تذكرة على ذمة جماهير الفريق بمناسبة مقابلة النادي أمام مولدية الجزائر في إطار ذهاب الدور النهائي لبطولة شمال إفريقيا غدا الجمعة بملعب رادس حسب ما طالبت به هيئة النادي الإفريقي وسينضاف إلى هذا العدد المهم نسبيا من التذاكر حوالي 5 آلاف مشترك لمؤازرة الأحمر والأبيض الذي يتطلع إلى تحقيق نتيجة إيجابية ومريحة لضمان أوفر الحظوظ في التتويج بهذا اللقب الإقليمي. حمّاني مجدي الخليفي (الكاتب العام للنادي الافريقي): ننتظر ردّة فعل اللاعبين «يخطئ من يعتقد أن النادي الافريقي إزاء فراغ إداري بسبب الحالة الصحية لرئيس الفريق السيد الشريف باللامين بل على العكس تماما فقد لاحظنا حرصا متزايدا من قبل جميع المسؤولين علي تجاوز هذا الشغور باقتدار كبير ومن خلال تقسيم واضح للأدوار والمسؤوليات وأظن أن الفريق أصبح في أوج الاستعداد لمقابلة «المولودية» واننا نعول على المساندة الجماهيرية الكبيرة لأحباء الفريق بالرغم من أننا كنا نتطلع الى مواجهة الفريق الجزائري بملعب المنزه ولكن لظروف خارجة عن نطاقنا سنستقبل المولودية في ملعب رادس مع العلم أن مقابلتنا أمام النجم الرياضي الساحلي نعتبرها مجرّد عثرة عابرة فحسب وسندخل هذه المقابلة بهدف تحقيق نتيجة إيجابية ومريحة لضمان أوفر الحظوظ للتتويج ببطولة شمال إفريقيا، كما أننا ننتظر ردة فعل قوية من قبل اللاعبين بعد الهزيمة التي مُني بها فريقنا أمام النجم الرياضي الساحلي في سباق الكأس». هل يظهر النفزي الكبير؟ يتردّد اسم عادل النفزي من جديد ليعود الى حراسة مرمى النادي الافريقي بعد أن كثرت أخطاء حامل لقبه سامي النفزي خلال الفترة الأخيرة وكلفت الفريق فقدان نقاط ثمينة بالاضافة الى تحميله كامل المسؤولية في هدفي النجم الساحلي. امكانية عودة شيخ الحراس (النفزي الكبير) للظهور مرة أخرى في مرمى الافريقي أصبح أمرا واردا وقد يظهر في مباراة الغد ضد المولودية. تراوري يدفع الثمن ينتظر أن يتم إبعاد المهاجم المالي محمد تراوري عن المجموعة فهذا اللاعب تمّ تشريكه في لقاء الكأس الأخير ولم يقدم أي شيء مثل بقية اللاعبين فتقرّر أن يعاقب دون أن يفعل أي شيء. إبعاد تراوري سيكون ظاهريا بسبب سوء المردود ضد النجم لكن باطنيا نتيجة عدم تجديد عقده مثلما هو معروف لدى الجميع. حقيقة أخرى يبدو أن اللعب في تشكيلة النادي الافريقي لا يحدده العرق والتعب والتضحية في التمارين بل يأتي نتيجة أولوية وأسماء وربما أشياء أخرى نقول هذا الكلام بما أن هناك أكثر من لاعب يتواجد في التشكيلة بصفة دائمة رغم أنه لا يقدم أي شيء إيجابي للفريق ويوجد من هو أحسن منه وأفضل في التمارين.. وإلا ما معنى أن يتواجد مدافع معروف في التشكيلة وأخطاؤه تتكرر أسبوعيا. كما يوجد مهاجم يلعب بصفة دائمة ولا يسجل أو يساعد على التسجيل..فهل هذا معقول؟ ماذا يفعل؟ مالا جيلا ورغم اقتناع الجميع داخل حديقة النادي الافريقي أنه لا يصلح لأي شيء إلا أنه ظلّ في كل أسبوع ضمن المجموعة ويتم تشريكه في كل مباراة مهما كانت النتيجة وكان من الأجدر أن تمنح الفرصة الى لاعب تونسي خصوصا وأن خروج مالا جيلا من الحديقة بات مسألة وقت لا غير. عيب فني يملك الافريقي ثلاثة لاعبين في خط الوسط كل منهم يتشابه مع الآخر وهم ألاكسيس والعواضي ويحيى فهذا الثالوث له صبغة دفاعية بالأساس ولا يوجد من بينهم من هو قادر على صنع اللعب أو التمرير السليم والموجه وهذا ما جعل الفريق يعاني كثيرا من عدم خلق الفرص السانحة للتسجيل قبل الحديث عن تسجيل الاهداف وتحقيق الانتصارات. عبد الكريم هل يتأخّر الحسم في قضية المساكني إلي جانفي القادم؟ أبدت الكتابة العامّة للنادي الإفريقي ممثلة في شخص السيد مجدي الخليفي حرصا خاصّا جدّا بملف الاستئناف الذي سيتقدّم به الفريق والخاص بالاحتراز الذي تقدم به الفريق ضد مشاركة اللاعب يوسف المساكني في مقابلة «الدربي». وسيراسل النادي الإفريقي الرابطة مجدّدا ويبدو أن الكتابة العامة للفريق أعلنت تحديها علنيا حيث لن تتردد حتى في انتقاء مصطلحات دقيقة جدّا بما أنها رأت في التبريرات التي قدمتها الرابطة بعد رفضها للاحتراز استنقاصا في كفاءة مسؤولي النادي لذلك لا نبالغ إذا قلنا إن السيد مجدي الخليفي قرّر أن يتأبط الفصول القانونية وكلّه ثقة في كسب قضية الاستئناف التي ستمر على التوالي بالرابطة الوطنية لكرة القدم فالكتابة العامة للجامعة التونسية لكرة القدم ثم في مرحلة موالية إلى لجنة الاستئناف ولم تستبعد هيئة النادي الإفريقي أن يتأجل القرار الخاص بهذه القضية إلى حدود شهر جانفي القادم حسب ما أفادنا به مسؤول بارز في هيئة الإفريقي.