يوما بعد يوم يؤكد الكامروني «ألكسيس ماندومو» (من مواليد 1986) أنه أهمّ الصفقات الأجنبية الرابحة التي أجراها فريق «باب الجديد» فقد نال ألكسيس عن جدارة واستحقاق الإشادة من جماهير الفريق فهو مرادف للصلابة والاندفاع والانضباط في خطته كمتوسط ميدان دفاعي حتّى أن أحد اللاعبين السابقين للأحمر والأبيض لم يتردّد في القول علنا بأن ألكسيس بصدد إهدار وقته في البطولة التونسية! كل هذه الخصال جعلته خلال الآونة الأخيرة يحجز لنفسه مبدئيا مكانا ضمن المنتخب الكاميروني وهو أمر عادة ما يكون صعبا للغاية بالنسبة لمنتخب ينشط جلّ لاعبيه في البطولات الأوروبية. «الشروق» وبعد محاولات مضنية تحدثت أمس الأول إلى ألكسيس الذي تميز منذ قدومه إلى بطولتنا بندرة الكلام فكان الحوار التالي: في البداية كيف تقبلت انسحاب فريقكم من سباق الكأس بصفة مبكرة أمام النجم الرياضي الساحلي؟ أعتقد أننا قدمنا مردودا غزيرا أمام النجم الرياضي الساحلي عندما واجهناه في سباق البطولة وهو ما جعلنا نفوز على حسابه انذاك بجدارة ولكن اختلف الأمر في مقابلة الكأس وأعترف أننا قدمنا مردودا سيئا للغاية حيث أننا لم نظهر بمستوانا المعهود الذي قدمناه طيلة الفترة التي سبقت هذه المقابلة كما أننا لم نخلق الفرص الواضحة التي كان بإمكاننا أن تسجل من خلالها الأهداف وأنا كلاعب وسط دفاعي لاحظت أن لاعبي النجم على مستوى هذا الخط قدموا مردودا محترما وكانت هذه النقطة فارقة في هذه المواجهة لذلك أعترف بكل صراحة أن النجم الرياضي الساحلي استحق الفوز واقتلع ورقة ترشحه إلى الدور المقبل عن جدارة. فقد فريقكم فرصة المنافسة على لقب الكأس لكنه الآن أمام فرصة تاريخية للتتويج بلقب بطولة شمال إفريقيا، ألا تعتقد أن حظوظكم وافرة لتحقيق هذا الإنجاز بعد فوزكم في مقابلة الذهاب على المولدية بهدفين لصفر؟ نعم بكل تأكيد فقد حرصنا على تحقيق نتيجة مريحة منذ لقاء الذهاب وهو ما تمكن فريقنا من إنجازه لذلك أعتقد أن حظوظنا ستكون كبيرة جدّا للتتويج بهذا اللقب والعودة به من الجزائر بالذات ولكن مع ذلك فإننا لن نقع في فخّ الاستسهال لأننا نعرف جيّدا أنه تنتظرنا مقابلة صعبة أمام المولدية. يرى البعض أن الإفريقي يستمد قوته أساسا من خطّ وسط ميدانه فما تعليقك على ذلك؟ أعتقد أن لاعبي وسط ميدان الإفريقي يتمتعون بجملة من الخصال الفنية والبدنية سواء تعلق الأمر بوسام يحيى أو أيضا باللاعب كريم العواضي وأوجدنا آليات الانسجام والتكامل مع بعضنا البعض وهو ما جعلنا حسب اعتقادي نظهر بمردود جيّد لكن في المقابل أجزم بأن خط وسط النادي الإفريقي بإمكانه أن يقدّم مردودا أرفع بكثير من المردود الحالي خلال الأيام القادمة. هل نفهم من كلامك أن الإفريقي عائد بقوّة في سباق البطولة؟ طبعا، أقول بكل ثقة إن الأمل ما زال قائما وأعتقد أن الهزيمة التي انقاد لها فريق الترجي الرياضي أمام فريق مستقبل قابس ستكون نقطة تحول في سباق البطولة لذلك سنعمل على تشديد المنافسة والانتصار خلال مقابلاتنا القادمة عسى أن نتمكن من التتويج باللقب. بما أنّك تحدثت عن الترجي فإن مواطنك «روجي تواندوبا» لم يتردد في الإشادة بمردودك، فما تعليقك على ذلك؟ أنا سعيدا جدّا بمثل هذا الموقف الصادر عن لاعب رائع ومميز مثل «روجي» وأتمنى شخصيا أن نكون في المستقبل القريب جنبا إلى جنب في تشكيلة المنتخب الوطني الكامروني. هل من مقارنة بينك وبينه على مستوى خصالكما في وسط الميدان؟ نعم أظن أن «روجي» عادة ما يكون متقدما أكثر نحو الخط الأمامي أي أنه يتمتع بصبغة هجومية واضحة مقارنة مع شخصي أو خالد القربي... لو تكلمنا بلغة الاحتراف فقد علمنا أنه وصلتك بعض العروض من فرق أجنبية فهل درستها بعناية أم أنك ستخير البقاء صلب النادي الإفريقي؟ أنا حاليا متعاقد مع النادي الإفريقي ولكن ككل لاعب كرة قدم أطمح إلى الاحتراف بإحدى البطولات الأوروبية وتحديدا «البوندسليغا» لأنني على يقين بأن بطولة ألمانيا هي الأنسب على الاطلاق مع الخصال البدنية والفنية التي بحوزتي لذلك أقول بكل صراحة إنني أحلم بالاحتراف في البطولة الألمانية. نعرف بأنك واجهت العديد من الصعوبات النفسية والمالية خلال الموسم الماضي فمن ساعدك على تجاوزها؟ أريد أن أعترف بالجميل إلى ثلاثة أشخاص وجدت منهم كل الدعم والمساندة وهم على التوالي حمادي بوصبيع ومهدي الغربي (نائب رئيس النادي سابقا) وكذلك عبد السلام اليونسي (رئيس فرع كرة القدم حاليا) وأعتقد أن هذا الثلاثي كان حاسما إلى أبعد الحدود في بقائي صلب النادي الإفريقي. لئن تجاوزت أنت الصعوبات التي واجهتك خلال الموسم الماضي فإن الفريق بدوره تجاوز الصعوبات والعثرات التي ميزت مشواره في بداية هذا الموسم فهل من تفسير واضح لذلك؟ أظنّ أن النادي الإفريقي خلال المرحلة التي أشرف فيها المدرب الفرنسي «براتشي» على حظوظه كان يفتقد إلى الرغبة فحسب وهو ما تحقق منذ أن تسلّم المدرب مراد محجوب مقاليد تدريب الفريق ولاحظت شخصيا تغييرا واضحا على مستوى طرق العمل المتبعة هذا بالإضافة إلى تحسّن كبير على مستوى التواصل بين اللاعبين والإطار الفني للنادي وأصبح الفريق أكثر جدية وصرامة وهو ما انعكس بكل تأكيد على مردود الفريق. لا يتردّد البعض في اعتبار الجناح زهير الذوادي أحد أهم ركائز الفريق في الوقت الراهن فما حكمك على ذلك؟ إنه لاعب مميّز ولا بد أن نعترف بالدور الكبير الذي يقوم به حاليا صلب الفريق. نترك لك كلمة الختام.. فماذا تقول؟ أريد أن أشيد بالجماهير الغفيرة للنادي الإفريقي فهي رائعة جدا و أطلب منها بكل لطف أن تساندنا لأننا في حاجة دائمة إلى مساندتها ولو أنها تكون «قاسية» علينا في بعض الأحيان.