عبد السلام بن يوسف (تونس 2010) في التمهيد الذي وضعه للكتاب يقول مؤلفه «قمت بنشر غالبية المقالات التي يضمها هذا الكتاب بالملحق الثقافي لجريدة الحرية... وأضفت إليها مقالات أخرى كنت نشرتها بمجلة مرآة الوسط ومجلة رسالة نفزاوة ومجلة الامتياز زيادة على نصوص تولت إذاعة قفصة بثها طوال خمس سنوات متعاقبة...». ويقول الدكتور جمال دراويل مقدم هذه النصوص... «لا تحزن يا قلم، نفحات في الثقافة والمجتمع والدين... لا ريب في أن القارئ سيجد فيها من الإشارات اللطيفة والنكت الظريفة والتخريجات المبتكرة ما يستفزّ العقل والوجدان ويستنهض الهمم ويستحدث الخطى، لبلوغ الغايات البعيدة في النماء والازدهار لتونس وأبنائها. أما المهم في الكتاب فإن صاحبه وزعه منهجيا على عشرة محاور وضع تحت كل منها النصوص المتصلة به. المحور الأول سمّاه في أحضان الطفولة وقد أدرج فيه خمسة نصوص من عناوينها «يا أماه» صورة أمي متعة للعين ونشوة للقلب «يا ولدي...». المحور الثاني عنوانه «مع ذكريات الشباب» ومن نصوصه «دور الذاكرة» في أتون الحرب العالمية الثانية «في رحاب جامع الزيتونة» ملاحم الحب في العصور القديمة إلخ... المحور الثالث عنوانه «مع التربية والتكوين» ونصوصه أربعة منها «لما كنت راعيا» «العلماء والمسؤولية ماضيا وحاضرا». المحور الرابع اختار له المؤلف «مع الواحة والصحراء» وقد ورد فيه أحد عشر نصا من عناوينها «موسم الحصاد» نظام التغذية في الريف «خسوف القمر والمعتقدات» الاستشفاء بحشائش الصحراء «الخيام في الدوار»... المحور الخامس خصصه المؤلف للمقالات التي تتحدث عن «الشعر والشعراء» وعددها ستة وعشرون مقالا تطرقت إلى نزار قباني ومحمد المرزوقي ومحمد صالح الشتوي وإلى الشابي وغيرهم من الشعراء الآخرين ثم درست مواضيع متصلة بالشعر كمصادر الإلهام عند الشعراء أو «العيون السود في الشعر العربي» أو «الدموع في عيون الشعراء» وما إلى ذلك من هذه المواضيع التي لها صلة بالشعر والشعراء. المحور السادس اختار له عبد السلام بن يوسف عنوان «مع الإبداع والمبدعين» وقد اشتمل على أربعة وثلاثين نصا اتصلت كلها بالكتابة والإبداع والأدب وبرسالة الكاتب وكيف يصير الإنسان مبدعا وغيرها من هذه الأفكار المتعلقة بالإبداع والمبدعين. المحور السابع اهتم ب«اللغة واللغويين» وتعرضت نصوصه الثمانية والعشرون ضمن ما تعرضت إليه إلى الأخطاء الشائعة في الكتابة وإلى الكلمات المستوردة التي تستخدم في بعض النصوص وإلى الأمثال وإلى غير ذلك... المحور الثامن عنوانه «العلم والدين» وقد تطرقت نصوصه العشرون إلى كل ما له صلة بالعلم والدين وإلى علاقة هذا بذاك ومن عناوينه «الإسلام والإيمان» دكاترة في العلوم والآداب من نفزاوة»... المحور التاسع اختار له مؤلف الكتاب عنوان «مع المسرح والتاريخ والموسيقى» ومن عناوين نصوصه الثمانية «انعكاسات النعم على الإنسان والحيوان»، «حب المسرح»... المحور العاشر والأخير عنوانه «مع تقاليد الذاكرة» وقد ورد فيه ستة عشر نصا ك«التراث أسس الهوية المعاصرة» والطب الرعواني والطب الحديث و«تقاليد طواها الزمان»...