في برنامج «الحق معاك» على قناة «تونس 7» الأخير بكى الشيخ ذو الأربعة والثمانين سنة غبنا وضعفا وقهرا فبكينا معه ثم ضحك في نفس البرنامج فرحا وغبطة وسرورا ففرحنا لفرحه وسررنا لسروره. ويبدو أن الرجل لم يضحك منذ سنة 1998 أي منذ أن انتزعت منه بلدية حمام الزريبة بزغوان أرضه مقابل وعد مكتوب وصريح بأن تمنحه مقسما صالحا للبناء (بين عشية وضحاها) تحديدا.. هكذا صرّح الشيخ الباكي الضاحك. وتبيّن أن بلدية حمام الزريبة أقامت «زريبة» من الوعود الشائكة بين الشيخ وحقّه، وبينها وتطبيق القانون والسبب هو أن هذه البلدية لا تملك أرضا ولا مقاسم تمنحها بين عشية وضحاها إلا في مقبرة المكان. الى حدّ هنا ففي الأمر أكثر من مدعاة الى البكاء أما ما أفرح الشيخ بعد 12 سنة من ترقبه للفرحة وفجّرنا سرورا معه ونخوة واعتزازا هو مَنْ بمجرد سماعه للأمر سارع عاجلا بأن أزاح «الزريبة» الشائكة من أمام الشيخ وفرش له الزرابي الناعمة بأن خيّره بين أن يتسلّم التعويض مالا وحالاّ وإما أن يأخذ مقسما اجتماعيا؟فخيّر الرجل «قبر الحياة على وسخ الدنيا» وكان الأمر مقضيا. فمن يكون صاحب هذا القرار المنصف العادل؟ إنه السيد والي زغوان مشكورا. وهكذا انتهت بالفرحة العارمة هذه القصة التي بدأت بالحزن والضّيم والبكاء لتترك أسئلة ترفض أن «ترجع غدوة» في هذا الزمن الذي قطع فيه الاصلاح الاداري شوطا كبيرا في الارتقاء بالادارة وجودة الخدمات بحرص رئاسي مباشر وموصول. ومن هذه الأسئلة: إذا كانت في مثل هذه الحالة الحلول موجودة فأين تكمن الحلقة المفقودة؟ وإذا فتحنا في كل إدارة مكتبا للعلاقة مع المواطن؟ ألسنا اليوم في مثل هذه الحالة في ألحّ الحاجة الى فتح مكتب للعلاقة مع القانون؟ وإذا تحسّنت هذه العلاقة مع المواطن والقانون ألا تستريح إدارتنا من أقسام النزاعات وأعبائها الثقيلة.