موفد السلام الأمريكي جورج ميتشل يعود قريبا الى الشرق الأوسط لاحياء عملية سلام تقول عنها التقارير الفلسطينية والعربية والدولية إنها تغرق مجددا أو هي تحتضر... ولكن ماذا سيفعل ميتشل في ما قد يسمى الوقت البديل والحال أنه كان أمامه ما يكفي من الوقت لاحداث تقدم ما وليس بالطبع لصنع المستحيل؟ يفترض على الارجح أن يقدم الموفد الأمريكي خارطة طريق جديدة لانقاذ المحادثات المعطلة والعودة الى خارطة طريق قديمة معدة بدورها لانقاذ خارطة أقدم... وتتداخل الخرائط في الشرق الأوسط وتتعاقب حيث تنزل كل خارطة بسقف الاحلام والبرامج حتى بات السقف الجديد في مستوى القاع أو دونه. وتبين مع مرور الوقت أن الخرائط التي قدمتها الولاياتالمتحدة ليست عمليا خرائط طرق معبدة بل هي خرائط مسالك وعرة فلاحية أو صحراوية بينما المنطقة والعالم من ورائها بحاجة الى خارطة طريق سيارة متعددة الممرات بلا أشغال فيها أو عليها... في الخارطة الأولى في مدريد في بداية تسعينات القرن الماضي كانت الدولة الفلسطينية «على مرمى حجر» ولكن مع الجلسات والمحادثات والسفرات تبخر المشروع في لمح البصر... في الخارطة الثانية في عهد بوش كانت الدولة الفلسطينية مبرمجة خلال سنة وتبين في نهاية العام أن الوعود مجرد كلام... وفي عهد أوباما صارت الدولة الفلسطينية «عند أول منعطف... ولكن وبعد سلسلة من المنعطفات الى اليمين والى الشمال سقط المشروع وتبخرت الآمال... أما الآن وبعد اعلان واشنطن عن عجزها أمام تل أبيب في ما يخص الاستيطان... يصح القول بأن مشروع الدولة الفلسطينية «في خبر كان»... وفي ما يشبه الوقت البديل ارسلت واشنطن اذن جورج ميتشل لصنع «المستحيل» الذي لا يعرف أحد ما اذا كان تحقيقه ممكنا أم مستحيلا ولو أن البعض يرى أصلا أن عشرين سنة من التسويفات والمماطلات... جعلت حل الدولتين في فلسطين من سابع المستحيلات... والحقيقة فلسطينيا وعربيا ودوليا قد تكون على النحو التالي: المفاوضات انتهت وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته... انتهت المفاوضات وحان وقت اتخاذ القرارات... لكن الوقت البديل يوشك على الانتهاء...