حذّر المبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل اسرائيل من أن واشنطن قد تلجأ الى قطع المساعدات والقروض المالية عنها وعن السلطة الفلسطينية إن لم يحدث تقدم في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية تمهيدا لحل الدولتين، لكن الفلسطينيين أكدوا أن التهديد الأمريكي لإسرائيل إعلاميا لا يكفي وجدّدوا تمسّكهم بأن لا عودة الى المفاوضات إلا بعد وقف الاستيطان. وخلال مقابلة مع احدى شبكات التلفزيون الأمريكي قال ميتشل انه وفقا للقانون الأمريكي بإمكان إدارة أوباما تجميد جميع الضمانات الأمريكية لإسرائيل. تهديدات أمريكية وحسب ميتشل فإن جميع الاحتمالات مفتوحة الآن، فواشنطن لم تجمّد الضمانات الممنوحة لإسرائيل منذ عام 1990 حين عمد جورج بوش الأب الى تجميد المساعدات المقدمة لإسرائيل مع رئيس الوزراء الأسبق اسحاق شامير لمنع استخدام الأموال الأمريكية في بناء المستوطنات. وأضاف ميتشل أن الادارة الأمريكية ستستخدم محفزات وعقوبات ضد اسرائيل والفلسطينيين على حدّ سواء. وتابع ميتشل الذي يصل الى الأراضي المحتلة هذا الأسبوع أنه يعتقد أن تقدما قد حدث بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ونحن سنواصل العمل للمضي قدما في هذا الاتجاه. وقد أكد مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية أمس أن اقتصار التهديد الأمريكي بفرض عقوبات على اسرائيل في حال عدم التزامها بمفاوضات السلام في الاعلام فقط «لن يجدي نفعا». وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنا عميرة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية «إن مجرد التلويح الأمريكي بفرض عقوبات على اسرائيل في الاعلام فقط، لا يكفي لبدء عملية سلام حقيقية». وأضاف عميرة أن تصريحات ميتشل تأتي في إطار محاولات الجهد الأمريكي لاستئناف المفاوضات وبهدف وقف العراقيل التي تفرضها الحكومة الاسرائيلية على ذلك». بيد أنه أشار الى أن تصريحات المبعوث الأمريكي لم تتضمن المطالبة بوقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية. وعن مدى تأثير تصريحات ميتشل على القيادة الفلسطينية، قال عميرة «إذا ما واصلت الادارة الأمريكية خطواتها التصاعدية تجاه اسرائيل لإلزامها بالسلام واستحقاقاته، فإن ذلك سيكون بالتأكيد مبعث ترحيب لنا». رد فلسطيني من جانبه ردّ كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن استئناف المفاوضات «يتطلب الوقف الشامل للاستيطان». وكانت كلينتون أكدت أن الولاياتالمتحدة تعمل على استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وقالت كلينتون عقب اجتماعها مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة «نعمل مع الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية والأردن والدول العربية لاتخاذ الخطوات اللازمة لاستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن ودون شروط مسبقة». وقال عريقات «سنستمر في مساعينا حتى تتمكن الادارة الأمريكية من إلزام اسرائيل باستئناف المفاوضات على أساس الالتزامات الواردة في خارطة الطريق وخاصة وقف الأنشطة الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي والقدس». وأضاف عريقات «هناك جهد عربي مساند للقضية الفلسطينية من قبل كافة الدول العربية وخاصة تحرّك مصر والأردن والسعودية مع الادارة الأمريكية، وهذا الموقف تمّ إبلاغه للإدارة الأمريكية من قبل هذه الدول».