وصل أمس الى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة مهندس السياسات الخارجية الأمريكية دينيس روس لاجراء لقاءات سرية مع رؤساء الدوائر الامنية الصهيونية ولعل ما اجتذبنا في هذه الزيارة هو سببها وتزامنها مع اجتماع مصيري للجنة متابعة مبادرة السلام العربية. فقد أعلن أن روس وصل الى المنطقة بتكليف من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون «للوقوف عن كثب على الاحتياجات الامنية الاسرائيلية في مفاوضات الوضع الدائم». اذن يمكن القول ان هذه الزيارة لا يمكن أن تقارن بزيارات مبعوث السلام ميتشل. كما يمكن الجزم بأن أوباما فهم جزءا من الدرس الصهيوني فالصفعات المتعددة التي وجهها اليه قادة كيان الاحتلال جعلته يفهم كما القادة العرب أن الاسرائيليين لا يفهمون الا لغة السلاح. ومن هنا يمكن أن نتصور بعض الحديث الذي سيدور بين روس ورئيس جيش الاحتلال غابي اشكنازي وغيره من الضباط الكبار فالمطلوب اليوم ليس فقط تمويل كيان الاحتلال الصهيوني بالأسلحة من مختلف الأصناف والاحجام. بل سحب هذه الميزة من دول الجوار وضمان عدم قدرتها حتى على إلقاء حجر باتجاه «اسرائيل». واضافة الى ذلك سيقوم روس بدراسة مدى امكانية تطبيق استراتيجية «لا حجر خارج الحائط» ليضمن كيان الاحتلال الصهيوني عدم قدرة أطفال فلسطين على وجود حجر لرميه على الدبابات والجنود الصهاينة وربما نذكر في هذا الاطار حملة الاعتقالات التي قامت بها شرطة الاحتلال مؤخرا والتي استهدفت أطفال الحجارة فاعتقلت وعذبت أكثر من مائة منهم خلال الأسبوع الماضي أمام مرأى ومسمع كل من المجتمع الدولي ولجنة متابعة مبادرة السلام العربية. ومن هنا يمكن أن نستنتج بأن واشنطن ستفشل في تطبيق آخر تعهداتها للاسرائيليين حيث انها استطاعت أن تكمم أفواه بنادق دول الجوار الفلسطيني. كما شغلت حتى فصائل المقاومة الفلسطينية عن دورها الأساسي وذلك بادخالها في صراع «نزيه» على سلطة بلا دولة الا أنها لن تستطيع منع كيان الاحتلال من تدمير المزيد من منازل الفلسطينيين، بمختلف الوسائل، ذلك الدمار بالطبع سيخلف بعض الاحجار خارجة عن السيطرة الأمريكية وبالضرورة ستكون ذات يوم وقود الانتفاضة الثالثة بعد التحامها بأيادي ودماء الأطفال. اذن مهما قدمت أمريكا لأمن اسرائيل من تنازلات وانجازات الا أنها لن تستطيع كتم أصوات الحجارة في أيدي أطفال فلسطين.