شهدت ايطاليا الليلة قبل الماضية مواجهات عنيفة جدا بين المتظاهرين الشاجبين لسياسة سيلفيو برلسكوني ورجال الأمن. وألقى المتظاهرون الألعاب النارية والحجارة والبيض وأغلقوا الطرق بحاويات القمامة. كما ألقوا قنابل الطلاء على مجلس الشيوخ والبرتقال على وزارة الاقتصاد بالعاصمة روما. وخاضوا مواجهات مع الشرطة واحرقوا سيارات تابعة لها ورشقوا عناصر الأمن بالحجارة الذين ردوا بالغاز المسيل للدموع والهراوات ووصفت وسائل الاعلام الايطالية المصادمات ب«ساحة حرب» مشيرة الى أنها أوقعت نحو 100 اصابة وادت الى اعتقال 40 شخصا. ودمر المتظاهرون، الذين كانوا يأملون الاحتفال بسقوط حكومة برلسكوني، طاولات المطاعم وزجاج المصارف المالية والمحلات مغلقين مطار «باليرمو» في صقلية. وأكدت الجهات الاعلامية المحلية أن أسوأ المناوشات جدت قرب منزل برلسكوني ومكاتبه بروما واعتبرت أن هذا التحرك الميداني يكشف الاحتقان الشعبي الذي يعاني منه الشعب الايطالي خاصة عقب الفضائح المالية والسياسية والجنسية التي لحقت برئيس الوزراء برلسكوني وما تبعتها من أثار سلبية جدا على صورة ايطاليا ومكانتها اقليميا ودوليا. يذكر أن برلسكوني نجا من مذكرة حجب ثقة على حكومته عقب رفض البرلمان لها ب314 صوتا مقابل 311 وامتناع نائبين عن التصويت على المذكرة. وأفادت مصادر أمنية ايطالية أن حجم الخسائر بلغ الى حد اللحظة نصف مليون يورو. في المقابل شدد سيلفيو برلسكوني على أنه لن يغادر رئاسة الحكومة ولن يرضخ للمطالبات الشعبية. وأضاف أنه يأمل في توسيع أغلبيته البرلمانية مؤكدا ان ايطاليا ليست بحاجة الى انتخابات مبكرة.