عبرت جامعة الدول العربية أمس عن تحميلها المجتمع الدولي لمسؤولية تواصل الارهاب الصهيوني في الاراضي العربية المحتلة كما استنكر الامين العام عمرو موسى تبني الكونغرس الأمريكي لقرار يدين اعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد والتهديد باستعمال الفيتو ضد أي مسعى الى الاعتراف بها. وهنا نقول ان كل ما تقوم به جامعتنا العريقة جميل ومواقفها لا تخلو من الصراحة والوضوح اللذين تتطلبهما المرحلة الراهنة لكن هناك نقائص يجب أن يتفطن لها صانعو القرار العربي ولا يجب أن تغيب عن مخيلاتهم فمثل هذه المواقف المكتوبة والشفوية ليست بغريبة على ورثة القضية، ليس أنه ومنذ وقف الحرب العربية ضد كيان الاحتلال لم تخل المحافل العربية والدولية وحتى الاجتماعات التي يشرف عليها المسؤولون البلديون في أصغر القرى العربية في قطرنا العزيز من تلك التصريحات النارية. اليوم هناك سؤال يفرض نفسه ولن يغادر مخيلاتنا قبل أن نستعيد القدس نهائيا من كيان الاحتلال أو نقتنع لا سمح الله بخسارتها الى الأبد، وهو «ما العمل؟» وليس «ما القول؟». ان كيان الاحتلال الصهيوني ومعاونيه واقنانه من أمريكان وأوروبيين لا يؤمنون بالأقوال والنوايا ولذلك غالبا ما يفعلون قبل ان نسمع منهم أي حرف ولذلك كانت رحلة الكيان الصهيوني في صراعه من أجل ابتلاع الأرض بما عليها مليئة بالمكاسب التي تخدم مشروعه لكن في المقابل لم نحصل على كل من يدعم قضيتنا في عالمنا العربي الا على أقوال لم تعد تعني لنا الكثير. اذن فالمطلوب اليوم هو الفعل والرد على كل من يعمل مع كيان الاحتلال بالمثل فمثلا اذا ما هددت واشنطن باستعمال الفيتو في مجلس الأمن ضد الاعتراف بفلسطين فلماذا لم نسمع من أي عربي كان تهديدا بمقاطعة مجلس الأمن أو إلغاء الاعتراف به أصلا. ربما سيقال هنا كيف نرفض الاعتراف بالشرعية الدولية، لكن ذلك سيكون صحيحا اذا لم تتحول تلك الشرعية الى غطاء للارهاب الصهيوني فأين مجلس الأمن والأمم المتحدة وأوكامبو ومحكمته أمام ما يرتكب من جرائم في الأراضي الفلسطينية؟ وأين أنصار الشرعية الدولية المزعومة من كل ذلك؟ ان المرحلة تتطلب اليوم اعادة صياغة للكثير من المفاهيم، واعادة قراءة وظائف كل المؤسسات الدولية فالأمم المتحدة مثلا يمكن أن نسميها برلمان العالم الذي لا يمكنه التعبير عن آراء الشعوب ومجلس الامن هو أقرب الى مجلس للارهاب الدولي منه الى حفظ أمن الدول.