إلتقيت منذ أيّام صديقين من أعضاء الهيئة المديرة تحدّثنا طويلا عن مستقبل اتحاد الكتّاب وعن مشاريعه المستقبلية .وشخصيا لا أشك في النوايا الحسنة لأغلب أعضاء الهيئة ولكن النيّات لا تكفي فما يحتاجه اتحاد الكتّاب ليس النوايا ولا المشاريع ولا المال لأنّ كل هذه العوامل الضرورية متوفّرة بفضل رعاية الدولة والعطف الخاص من سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي فماذا يحتاج إذن اتحاد الكتّاب؟ إنّ ما يحتاجه اتحاد الكتّاب أوّلا هوتغيير العقليّة التي تسيطر على بعض أعضائه الذين يرون في كل مقال يكتب عن الاتحاد وفيه شيء من النقد «جريمة»يجب أن يعاقب صاحبه أوّلا باستثنائه من أي نشاط ينظّمه الاتحاد وثانيا حتّى بتهديده بالقضاء كما فعلت السيدة رئيسة الاتحاد أكثر من مرّة ومع أكثر من مقال. إنّ اتحاد الكتّاب منظمة أساسها الإختلاف والدفاع عن الإختلاف والدفاع عن القيم المدنية والحداثية واحتضان الإختلاف وهو للأسف ما ينساه بعض أعضاء الهيئة الذين يتعاملون مع الاتحاد وكأنّه ملك شخصي وليس منظمة أساسها الأعضاء ومشروعها تنمية القيم الثقافية والجمالية وليس نشر ثقافة «التجريم» و«المؤامرة». من حق أعضاء الاتحاد أن يبدو أراءهم في أداء الهيئة التي أنتخبوها ومن حقّهم ان يشاركوا في نشاط الاتحاد وليس هذا منّا ولا فضلا كما يجب أن يفهم بعض أعضاء الاتحاد أنّهم وجدوا في موقعهم ذلك لخدمة الكتّاب أوّلا وأخيرا ومن لم يكن قادرا على ذلك فلينسحب ويترك المكان لمن هو أجدر بذلك.