غدا الخميس 26 أوت يودع هواة السينما مدينة قليبية التي احتضنتهم على مدى سبعة أيام قدموا خلالها انتاج ممارستهم لفن السينما كهواية. وستودع قليبية من جهتها، كل الضيوف الذين أقبلوا عليها ايمانا بمهرجانها الوطني لفيلم الهواة الذي أصبح تقليدا ورمزا تفخر به المدينة منذ سنة 1964 تاريخ تأسيس المهرجان... ولعل أكبر ما تفخر به المدينة تكون وتخرج العديد من السينمائيين من مهرجانها مثل فريد بوغدير وساعي بكار ورضا الباهي... كما استضافت على ممر الدورات، سواء الوطنية أو الدولية العديد من الأسماء السينمائية البارزة على الصعيدين العربي والدولي... معاهد السينما تدخل المهرجان وشملت هذه الدورة الثانية عشرة من المهرجان عديد الأنشطة لعل من أبرزها الندوة الفكرية حول «مسرحة صور الحرب» وتوظيفها دراميا وسياسيا... ويعتبر هذا الموضوع من أهم القضايا الواجب طرحها ونقاشها وخصوصا في هذا الظرف الذي تحولت فيه الصورة إلى سلاح يستهدف أهم العناصر في تكوين البشر وهي الذهن والمشاعر... ومن يمتلك الصورة اليوم يمتلك العالم بأسره... والى جانب الندوة الفكرية تم في هذه الدورة من المهرجان بعث مسابقة جديدة إلى مسابقة أفلام الهواة وهي مسابقة أفلام المدارس والمعاهد السينمائية... وهذه الاضافة هامة بدورها، وضرورية نظرا لتزايد عدد المؤسسات التربوية التي تدرس في السينما والميلتميديا... وتبقى الورشات التقليدية النشاط الرئيسي للمهرجان ويجري فيها تكوين الشبان المغرمين بفن السينما بمختلف تقنياته... وتم في هذه الدورة تنظيم ورشات عديدة في الكتابة والنقد والتصوير والتركيب... قليبية مهد السينما والأهم في المهرجان الى جانب كل هذه الأنشطة هو حماس الشباب الحاضر في هذه الدورة وتشبثه بفن السينما الذي بدأ يفقد وقعه، وموقعه في تونس وخصوصا ضمن الاهتمامات العامة للشباب التونسي اليوم... وأهمية المهرجان في احتضانه لهذه النسبة من الشباب الذي ما زال يؤمن بالسينما ويمارسها كهواية، قابلة للتأطير والتطور... ومثلما تكوّن في المهرجان مخرجون كثيرون أصبح لهم موقع في الساحة السينمائية اليوم يمكن كذلك تكوين أسماء أخرى قابلة للتطور وممارسة السينما كاحتراف. وتبقى مدينة قليبية صاحبة المهرجان المهد الأصلي للسينما في تونس. ويكفي أنها حافظت على المهرجان منذ الستينات ولم توقف نشاطه كما حدث مع العديد من المهرجانات الأخرى مثل مهرجان الفيلم القصير بصفاقس ومهرجان جربة الدولي للفيلم التاريخي والأسطوري.