لم يتوقف ايزايا جوهانن يوما في الاشارة الحمراء في حياته قط، وذلك ليس لأنه محظوظ لا يصل الاشارة الا ويجدها خضراء، ولا لأنه طائش لا يلقي بالا لإشارات المرور الضوئية بل لأنه مصاب بعمى الألوان. والأغرب من هذا كله ان جوهانن (62 عاما) الذي يمتهن الزراعة، لم يحصل على مخالفة مرورية، او يتعرض لحادث مروري طوال حياته مع قيادة السيارات التي امتدت 40 عاما. يقول جوهانن «اعلم ان الدائرة العلوية من اشارة المرور للنور الاحمر او الاخضر، ولكنني لا اتذكّر انها لأيهما ابدا». وقد ظل جوهانن يقود سيارته في قريته في بنت فورك بولاية داكوتا الشمالية طوال 40 عاما، ولكن لم تكن ثمة اشارات مرورية في السنوات ال 20 الاولى حيث كانت هناك لوحات «قف» منصوبة في التقاطعات فقط. وقبل 20 عاما بدأ تركيب اشارات المرور الضوئية مع تنامي حركة السير. وقد تقدم جوهانن بدعوة قضائىة يطالب فيها بإزالة اشارات المرور الضوئية لأنه لا يفرق بين ألوانها كما جاء في دعواه، ولكن شكواه لم تجد آذانا صاغية. غير ان صديقا اقترح على جوهانن حلا حيث قال: اعتقد ان جميع من في القرية يعرفون جوهانن وسيارته الزرقاء موديل 1979، فما عليه سوى تشغيل آلة التنبيه عند التقاطعات ليسمح له الناس بالمرور تفضلا منهم ومراعاة لمصيبته. وبالفعل كان جميع سكان القرية سعيدين بالاقتراح وقبلوا به. واللافت ان المرة الوحيدة التي تعرض فيها جوهانن لحادث كانت بسبب خطأ ارتكبه السائق الآخر الذي تخطى الاشارة الحمراء. ثم اكتشف جوهانن ان هذا السائق لم يسمع آلة تنبيهه لأنه اصم. يقول جوهانن: لا ينبغي ان يسمح للصم بقيادة السيارات. فلعل هذا الأصم كان سيتسبب في موتى .