تعيش صفاقس وتحديدا منذ العودة المدرسية المتعثرة أزمة في حركتها المرورية أصبح معها الإنتظار لساعة أو أكثر عند هذه الإشارة الضوئية أو تلك مظهرا متكرّرا لا يثير الإستغراب بقدر ما يثير الأعصاب والغضب والتشنج في عصر المواطن فيه “موش ناقص” مشاكل حتى تُضاف إليه مثل هذه ، ويرى المواطنون بأنّ أسبابا مختلفة ساهمت في هذا الواقع المروري المتردّي من ذلك تضخم عدد أسطول السيارات بشكل باتت معه شوارعنا عاجزة عن إستيعابه أكانت السيارات تجري في الشوارع أو مركونة بجانب الرصيف ، مع ما هو معروف عن ضيق الشوارع بصفاقس وإلتهام المباني لأماكن الوقوف ، ضف إلى ذلك تواجد الشاحنات الثقيلة في كل وقت ومكان ودون تنظيم أو تحديد خاص لوقت جولانها، بالإضافة إلى الأشغال التي شملت مؤخرا احدى اهم شرايين صفاقس ألا وهو الطريق الحزامي الذي يُطلق عليه في صفاقس “حزام بورقيبة” ، ونحن هنا نضم صوتنا لمئات المتسائلين لماذا لم تتم إعادة تهيأته قبل العودة المدرسية أي في الصيف في مدينة تشهد دائما إختناقا مروريا في ساعات الذروة فإذا به يمتد على كامل ساعات اليوم.. وأخيرا وليس آخرا علينا أن نقر بأنّ من أسباب هذه الأزمة المرورية المقرفة بصفاقس هي عدم إحترام الكثيرين من مستعملي الطريق للإشارات الضوئية ، واختراق الاشارات الحمراء مع إنطلاق أصحاب الإشارات الخضراء يؤدي في النهاية الى بقاء الجميع في نفس المكان وتعطل حركة المرور بالكامل الى حين قدوم عون أمن لتخليص “الشوك من الحرير” أو تطوع بعض المواطنين للقيام بذلك، وكل الحالات أعصاب مشدودة ومصالح ضائعة وتأخر على مواعيد الذهاب أو العودة ، وواقع يطرح عديد الأسئلة حول الحلول الممكنة والمتوفرة لإخراج مدينة صفاقس من عنق زجاجة الشوارع الخانقة خاصة ونحن في زمن نتطلع فيه الى التحرر والحرية وتنفس هوائها الحالم ، وليس هواء التشنج والإنتظار القاتل وغازات العوادم.