حذّر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان من قيام دولة ثانية مجهولة الحدود مؤكدا أن هذا الأمر سيجرّ المنطقة الى حرب شعواء في وقت هدّدت فيه المعارضة باسقاط حكومة البشير. وقال دكتور قطبي المهدي، أمين المنظّمات في تصريحات لمركز الخدمة الصحافية السوداني «إذا لم تُحسم المسائل الخلافية بين الطرفين قبل الاستفتاء بصورة نهائية سيقود المنطقة الى مربع الحرب الاول». مخاوف سودانية وأضاف «إن محاولة ترحيل هذه القضايا الى ما بعد الاستفتاء سيعقد الوضع التفاوضي ويقوده نحو الاسوإ وسيترك الباب مفتوحا أمام أجندات خارجية تعمل على تقويض أوجه التفاوض وحسم المعوقات». وأشار المهدي الى أن حزبه لا زال على موقفه القاطع بتوفير كافة المعينات الفنية لتكملة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والعمل على صدّ كل المحاولات الداخلية والخارجية التي سعت الى عرقلة الترسيم في وقته المحدد قبل التاسع من جانفي القادم. واتهم قطبي المهدي في هذا الصدد الحركة الشعبية بأنها لازالت تصرّ على قيام الاستفتاء في موعده متجاهلة ترسيم الحدود. وشدّد على أن حزبه سيتمسّك بكافة الحقوق والواجبات القانونية التي تؤدي الى نزع فتيل الحرب والصراعات المتوقّعة عقب الانتهاء من استفتاء جنوب السودان. تهديدات وفي المقابل اعتبر المتحدّث باسم تحالف قوى المعارضة أنه في حال اختار الجنوبيون الانفصال عن شمال السودان في استفتاء تقرير المصير المقرر اجراؤه في التاسع من جانفي المقبل فإن الحكومة السودانية الحالية ستفقد شرعيتها السياسية، وطالب التحالف في هذا الاطار بقيام حكومة انتقالية قومية تعمل على عقد مؤتمر دستوري لتحديد شكل دولة شمال السودان وكيفية حكمها. ورأى التحالف في بيان له أن الانفصال سيعني فقدان المؤتمر الوطني شرعيته السياسية باعتباره المسؤول الاول عما يجري في البلاد. وفي السياق ذاته قال بيان قوى المعارضة إن التحالف سيواصل ما أسماه «العمل الجاد» لمنع نشوب أي حرب بين الشمال والجنوب ودعا الى ايجاب حل سلمي وعادل لأزمة دارفور بعيدا عن الخيارات العسكرية. وكان رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير قد صرح بأن الوحدة قد لا تكون ممكنة.