استغل بحارة قرقنة يوم الجمعة الماضي موعد انطلاق مهرجان القرنيط بقرقنة واستثمروا وجود عدد من الاعلاميين جاؤوا لمواكبة التظاهرة للتعبير عن احتجاجاتهم بشكل سلمي عن ظاهرة «الكيس» التي استفحلت في الفترة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى. وتجمهر البحارة أمام مقر دار الثقافة بالرملة لتبليغ أصواتهم عن الانتهاكات الحاصلة في سواحل الارخبيل بفعل الكياسة الذين استباحوا البحر وأتوا على خيراته والمدخرات الطبيعية للبحر باعتمادهم الصيد العشوائي الذي أضر بالبحر وأتى على خيراته التي باتت مهددة. وقال البحارة الغاضبون ل «الشروق» إن ظاهرة الكيس تفاقمت في سواحل قرقنة وقد بلغ عدد الكياسة حسب تقديراتهم الى ما يقارب ال 400 كياس باتوا يمشطون البحر ليلا ويمزقون شباك البحارة الشرعيين ويهشمون «القارور» المعتمد في صيد القرنيط ويخربون وسائل الصيد التقليدي المعروف ب «الشرافي». الاحتجاجات السلمية تواصلت لأكثر من ساعتين من الزمن، وقد عبر البحارة عن آلامهم وأوجاعهم للجهات المسؤولة وللاعلاميين الذين تحولوا الى الجزيرة مساء الجمعة الماضي لمواكبة فقرات مهرجان القرنيط بقرقنة في دورته 12. ونادى البعض من المحتجين بإيقاف المهرجان ورفعوا لافتات كتب عليها «مهرجان الكيس» بقرقنة في محاولة منهم للتحسيس أكثر بخطورة الكيس الذي تحول الى ظاهرة استفحلت بشكل كبير بسواحل جزر قرقنة وباتت تمثل تهديدا واضحا لممتلكاتهم ووسائل صيدهم ولخيرات البحر والاقتصاد الوطني بصفة عامة. الجهات المسؤولة بقرقنة من معتمدية وبلدية وجامعة دستورية ورجال أمن وبعض مجهزي السفن تدخلوا في الوقت المناسب لتطويق تبعات الاحتجاج السلمي الذي تواصل لأكثر من ساعتين بمنطقة الرملة بجزيرة قرقنة واستمعوا الى شواغل البحارة واعدين إياهم بتبليغ أصواتهم للجهات المسؤولة في أعلى مستواياتها باعتبار ان «الكيس» لا يمثل خطرا على البحارة المحتجين فقط بل على الاقتصاد الوطني بصفة عامة. والواقع أن «الشروق» كانت قد فتحت الملف في أكثر من مناسبة باعتبار خطورة الكيس الذي تحول الى خصومات في عمق البحر ومصادمات بين «الكياسة» والبحارة المدافعين عن سواحلهم وممتلكاتهم، وقد استغل البعض وجود ممثل «الشروق» للتعبير عن خطورة الكيس ملتمسين من مندوبنا تبليغ أصواتهم. مقترحات البحارة للقضاء على الكيس تنوعت واختلفت، فلئن نادى البعض بضرورة تدخل قوات الجيش الوطني لحماية السواحل، فإن البعض الآخر نادى بمعاقبة مصنعين اثنين واحد بصفاقس والثاني بولاية المهدية باعتبارهما يصنعان أنواع الغزل الصالحة فقط للصيد بالكيس، كما دعا البعض الآخر بضرورة تركيز «مصدات» أو «بلوك» في عمق البحر لتعطيل نشاط الكياسة الذين بلغ عددهم 400 كياس يجرفون السمك الصغير والاسفنج والبيض وبعض النباتات البحريةالتي هي في الواقع الفضاء الخصب للبيض والتفريخ. احتجاجات البحارة دامت لأكثر من ساعتين لتستأنف بعدها جمعية مهرجان القرنيط بقرقنة فقرات المهرجان في عرضين اثنين لنجيب القبايلي يحمل عنوان «الجسر 2» والثاني للفنان عادل سلطان الذي أحيا سهرة ضخمة حضرها عدد كبير من الجماهير وتناغموا بشكل لافت للانتباه مع الاغاني المقترحةوالتي طغى عليها الطابع الديني والصوفي فنزلت بردا وسلاما على المحتجين على الكيس في ليلة شديدة البرودة.