نجح رجال الأمن والحرس الوطني بكل من صفاقس وقرقنة في اليومين الأخيرين في القبض على أكثر من 14 بحارا يعتمدون «الكركارة» و«الكيس» للصيد والنهل من خيرات البحر وهي طرق ممنوعة في الصيد لما تتسبب فيه من استنزاف للخيرات الطبيعية. وتشير مصادر «الشروق» إلى أن الجهات الأمنية بقرقنة نجحت في القبض على 4 صيادين في عمق البحر وقد تمكنت وحدات الحرس البحري من القبض عليهم في وضع تلبس لا يقبل الشك فتم ايقافهم وحجز كل كميات السمك التي تم اصطيادها. وفي صفاقس، نجح أعوان الشرطة في القبض على 10 بحارة كانوا قد تمكنوا من الصيد في عمق البحر بالكركارة لكن لحظة نقل سلعهم في اتجاه الأسواق. تم القبض عليهم قبل التفريط في أسماكهم للمستهلك. وتؤكد مصادر رفيعة المستوى من ولاية صفاقس إلى أن السلط المسؤولة اتخذت اجراء جديدا وصف بالناجع للقبض على «لصوص البحر» وذلك بالتحري في كل السلع الوافدة على الأسواق أو بالتحري في الشاحنات التي تقل الأسماك، وقد نجحت هذه الخطة «البرية» في بدايتها مما يؤكد أن الجهات المسؤولة ستعتمدها لاحقا باعتبارها تضيق الخناق على بحارة الكركارة والكيس. ولمن لا يعرف لغة البحر، نقول إن الصيد بالكركارة أو الكيس المنتشر في السواحل والأعماق يقوم أساسا على جرف كل خيرات البحر من أسماك صغيرة وكبيرة وأعشاب وطحالب وبيض أسماك وغيرها بواسطة شباك تنزل إلى عمق البحر وتلامس تربته فتجرف كل ما يعترض طريقها. ويصف خبراء الفلاحة البحرية أن هذا النوع من الصيد هو الأخطر على الاطلاق وهو ممنوع وطنيا ودوليا، لكن البعض يعمد إلى استعماله لضمان جر أكبر كمية من السمك يتم بعدها الاستفادة من الكبيرة منها والصالحة للاستهلاك وإتلاف الصغيرة وبيض السمك وغيرها بشكل يشبه الغربلة. بحارة صفاقس وقرقنة أطلقوا صيحات فزع منذ فترة للقضاء على هذه الظاهرة التي تنامت بشكل كبير، لكن يبدو أن الطريقة الجديدة القائمة على المراقبة برا وبحرا ستقضي على الصيد العشوائي ونهب خيرات البحر وهو ما دفع بالبعض للاتصال بنا هاتفيا للتعبير عن تثمينه لهذه الاجراءات التي جاءت بعد سنوات من التحسيس لكن دون جدوى.