ساعات قليلة وترحل عقارب الزمن الى عام جديد. نقف على مشارف نهاية هذا العام نسأل كيف بدأت هذه السنة وكيف انتهت؟ كيف مرت اللحظات والثواني والدقائق والأيام والشهور؟ كيف مرت من قبل السنين ؟ كيف مر الزمان بأكمله؟ ألهذا نردد دائما» عش يومك ولا تفكر بالغد»؟ لكن الغد يصبح اليوم مثلما أصبح اليوم أمساً. والأمس سيصبح ماضيا بعيدا يهرب بأفراحنا وأحزاننا وأيضاً أحلامنا. أحاول أن أكون أهلاً لأحلامي. أن أتحمل مسؤوليتها. أن أحقق قدراً كافياً ومعقولاً منها . وفي نهاية كل عام منصرم وقفة تأمل أسأل. ماذا فعلت بعامك يا رشأ؟ هل أنجزت ما أردت انجازه؟ هل تقدمت خطوة أو خطوات الى الأمام ؟هل عشت حباً يترك بصماته للعام المقبل ؟ هل أرضيت رشا وطموحاتها؟ هل تجاوزت أهواءك يارشا؟ هل كثرت عثراتك. أم انعدمت؟ هل ستكون الصفحة بيضاء العام المقبل؟ وهل تستحقين أن تضعي عليها نقاط سوداء معبرة عن حياتك؟ هل سيكون عام 2011 بداية لأحلام حقيقية؟ هل الكثير من السنوات يعني فقدان الاحساس بالزمن أم العكس؟ في نهاية كل عام يتملكني الحنين الى مالا ادري. أغمض عيني.أحاول أن أعيد الزمان الى الوراء. أسافر فوق أجنحة الخيال. أفتقد وجود أشياء مضت في قلبي وأفتقد نشوة الاحساس بالرحيل. فالى أين والقلب متعب بعناء الاقامة ؟ بعد ساعات سيكون العام الجديد.كل عام والحياة بألف خير. هل صحيح أن الله خلق لنا العينين في وجوهنا ولم يخلقها في ظهورنا كي ننظر دائما الى الأمام فلا نعير الخلف انتباهاً؟ هل صحيح أن الالتفات الى الوراء ان لم يدفعك الى الأمام لا معنى له البتة؟ الأمل بعد ساعات أن نتمكن من جعل أيام العام المقبل سلماً للوصول الى أحلامنا الأكثر جنوناً. علها تحمل لنا شيئاً متحرراً من شوائب ما صاحب تجاربنا السابقة الفاشلة. في كل عام جديد ينبثق أمامنا طريقان. اما التوجه الى الصعود. او التوجه الى الانحدار. وكلا الطريقين نحن أنفسنا الذين بنيناهما بأيدينا وليس العام. أو الزمن. أو الظروف. أو الحظ. أو أي مسحة من الحجج والتبريرات. ومنذ أن نولد ونحن نسارع خطواتنا لنصل الى النهاية. نهاية الطفولة. نهاية الشباب. نهاية الزواج... من خطوة لخطوة. من زمن لزمن نصل دائما لنقطة النهاية. أتمنى الرجوع. أتمنى أن تعود خطواتي الى الوراء لأتوقف عند أول خطوة. وأغير اتجاهي لأسلك طريقاً آخر. ربما تشابه الطريق الأولى... لكنها أخرى. أريد بداية جديدة لا أريد أن اتذكر. أو أتدبر. أو أعي من أخطائي أو أتعلم منها. ستكون اختياراتي هي نفسها الأسس الأولى لكن أخرى. أريد أن أعود الى البداية. أن أسير. لكي أصل لذات النهاية . كم من الأخطاء قتلتنا. وما زالت تقتلنا . لكنها جميلة لأنها أخطاؤنا. عام آخر يمضي بتفاصيله الحزينة. وحكاياته الجميلة. عام آخر مضى. ما ضرني لو أحببت ولو مرة.