تلقّى النائب العام المصري أمس بلاغا من رئيس حركة «مواطنون مؤيدون للسياسة» أحمد عبد الحافظ اتهم فيه جهاز المخابرات الاسرائيلي «موساد» بتدبير تفجير الاسكندرية وطالب بملاحقة القائمين عليه أمام المحاكم الدولية، في وقت بدأت التحقيقات تكشف بعضا من خيوط الجريمة حيث تمّ التعرّف على هوية صاحب رأس مبتور قد يكون مورطا في الحادث الذي خلف 23 قتيلا وفق حصيلة جديدة أعلنتها مصادر رسمية أمس. وأكد عبد الحافظ أن اتهامه لجهاز «الموساد» يأتي على خلفية كشف أجهزة الاستخبارات المصرية لشبكة الجاسوسية التي يتزعمها ضابطان من «الموساد» نجحا في تجنيد شخص مصري مشيرا الى أن الكشف عن تلك الشبكة دفع إسرائيل الى الرد على فضيحة كشف هؤلاء الجواسيس اضافة الى استهداف زعزعة أمن مصر واستقرارها بخلق فتنة طائفية. تحقيقات وتحريات وفي هذه الأثناء تجري السلطات المصرية تحريات مكثفة بشأن ملابسات حضور ومغادرة نحو 350 من السياح الاسرائيليين جاؤوا على متن طائرات «العال» الاسرائيلية للاحتفال بمولد أبو حصيرة وأمضوا يوما في الأسكندرية قبل الحادث الذي استهدف كنيسة القدّيسين. وقالت صحيفة «الشروق» المصرية ان الوفد الاسرائيلي مكث لمدة يوم واحد بأحد الفنادق الشهيرة شرق الاسكندرية قبل التوجه الى مقر ضريح أبو حصيرة المزعوم صباح اليوم الثاني وهي الفترة التي تلتها مباشرة تفجيرات الكنيسة. وكانت التحقيقات قد كشفت أنه تمّ العثور على رأس مبتور بين الأشلاء في موقع الحادث تمّ إرساله الى المعمل الجنائي ولم يتعرّف عليه أحد من أهالي المنطقة أو أهالي الضحايا والمصابين، وأمرت النيابة بانتداب رسّام ومصوّر وخبير تجميل لإزالة بعض التشوهات التي حدثت في الرأس نتيجة الحادث والتقاط صورة له لمساعدة أجهزة الأمن في التوصل الى باقي المتهمين أو مساعيهم وتحديد الجهة التي ينتمون إليها. وقالت مصادر أمنية ان هناك مؤشرات تدل على أن الرأس لمتهم شارك في ارتكاب الحادث أو منفّذ الجريمة، مشيرة الى أن ملامحه تدل على أنه قد يكون أفغانيا أو باكستانيا. تحديد هويات وتمكّنت وزارة الصحة المصرية أمس من تحديد هوية ثلاث جثث تحولت الى أشلاء جرّاء التفجير الذي استهدف الكنيسة، والجثث هي لكل من ماري حنّا سيحا (59 عاما) وعفاف عاطف وهيب (20 عاما) وماري داود سليمان (25 عاما) وتمّ تسليم الجثث الى ذويهم لدفنهم. واستمعت النيابة العامة أمس لأقوال اثنين من المجنّدين المكلفين بحراسة كنيسة القدّيسين بالاسكندرية. وقال أحد المجندين انه فوجئ بالانفجار ولم يشتبه في أيّ أحد ممّن كانوا موجودين أمام الكنيسة قبل وقوع الانفجار مشيرا الى أن هناك عددا كبيرا دخل الكنيسة من المسيحيين لحضور القداس واحتفالات رأس السنة. وأوضح المجند الثاني أنه كان خلف الكنيسة لتأمينها ولم يشاهد الانفجار وإنما سمع صوتا مدويا كما أنه لم يشتبه في أحد. وكان آلاف الأقباط في منطقة شبرا الخيمة بالقاهرة تظاهروا مساء أمس الأول للتنديد بتفجيرات كنيسة القدّيسين. وانضمّ الى المظاهرة عدد من المسلمين حيث رفعت بعض المحجّبات الصّليب بيد والقرآن الكريم بيد أخرى. وتظاهر طلاب جامعة الأزهر أيضا للتنديد بالتفجيرات.