هو أحد أبرز اللاعبين في تاريخ الترجي والكرة التونسية حتى أنه لا يحتاج إلى مقدّمات للتعريف به ويكفي أن نكتب كلمة واحدة فحسب : «معلول» ليعرفه الجميع فهو اللاعب البارع سابقا والمحلل الفني اللامع بالأمس وهو كذلك المدرب الحازم والحاسم ماضيا عندما كان له الدور الفاعل في معانقة الكرة التونسية للحلم الإفريقي الكبير والوحيد في تاريخها عام 2004 وكذلك اليوم بحكم أنه تسلم مقاليد أعرق الأندية التونسية : الترجي الفريق الذي عرف معه العديد من التتويجات وفاز بألوانه بلقب هداف البطولة الوطنية. موسم 1987 1988 بمجرد أن أعلن الترجي عن تعاقده مع «معلول» كمدرب أوّل للفريق رافقت التحاق الرجل بالفريق هالة إعلامية كبيرة طالما أن الأمر يتعلق بشخصية غير عادية وقد تعمدنا في هذا الصدد البحث عن الأسباب الحقيقية التي تكون وراء اختيار هيئة الأصفر والأحمر على شخص معلول دون سواه ورصدنا كذلك حقيقة معارضة بعض الأطراف الترجية لهذه الخطوة فخرجنا بالمعطيات التالية : ليس تحديا تحدثنا إلى ثلاثة مصادر ترجية بارزة كانت على دراية بتفاصيل التحاق معلول بالترجي فأجمعت هذه المصادر على أنه اجتمعت عدّة أسباب ساهمت في ابرام هذه الصفقة وفي مقدّمتها الصداقة المتينة القائمة بين رئيس النادي ونبيل معلول بالإضافة إلى لاعب سابق مشهور في الترجي والذي كان مطلعا على خفايا هذه الصفقة وأكد لنا أن حمدي المدب اتخذ قرار تدريب معلول للترجي بمفرده لأن الفريق كان في حاجة ماسة إلى رجّة نفسية خاصّة وأنه كان ينتصر بشق الأنفس بل إنه كان مهددا بفقدان فارق النقاط الذي يفصله عن ملاحقه المباشر لذلك اختار المدب معلول ليكون ربان السفينة الصفراء والحمراء وذلك لعدّة اعتبارات منها الخصال التي بحوزة معلول من كفاءة وقوّة شخصية لذلك اعتقد المدب أنه الرجل الأنسب لقيادة النادي وكشف لنا مصدرنا أن معلول كان قد عبّر عن رغبته الجامحة في تدريب فريقه السابق وشدد مصدرنا على أن تعاقد الترجي مع معلول لا يمكن اعتباره بأي شكل من الأشكال كرد لاعتبار معلول بعد مغادرته للفريق كلاعب باتجاه فريق آخر وقال مصدرنا إن المدب ليس من طينة الأشخاص الذين قد يتورطون في مثل هذه الحسابات الضيّقة وأضاف مصدرنا بأن المدب كان يتمنى أن يواصل ماهر الكنزاري مهمته صلب الترجي كمدرب مساعد ولكن الكنزاري كان له رأي آخر... عودة معلول طبخت على نار هادئة منذ عدة أشهر من جهة أخرى كشف لنا مصدر آخر أن كل المؤشرات كانت تنبئ بعودة نبيل معلول إلى حديقة الرياضة «ب» فقد دأب معلول على مواكبة الأحداث داخل أسوار الأصفر والأحمر ولديه دراية جيّدة حتى بأصناف الشبان وهو ما سمح له بربط علاقات جيّدة مع العديد من المدربين والمسؤولين وهو ما سيدعم حظوظه في النجاح كمدرب أوّل للفريق خاصّة وأن أحد الأطراف المتواجدة حاليا في أصناف الشبان كان قد عبّر عن مساندته غير المشروطة لمساعدة معلول واحكام عملية التواصل بينه وبين بقية الأطراف الأخرى. ... وماذا عن جبهة المعارضة لئن عبّرت فئة عريضة عن ارتياحها تجاه الاختيار على شخص معلول كمدرب أوّل للترجي فإن ذلك لن يحجب معارضة البعض له وذلك ليس من باب التشكيك في كفاءة الرجل كمدرب ولكن كنتيجة حتمية لبعض التراكمات التاريخية المعروفة والمتمثلة حسب مصادرنا في تقمص معلول لألوان الجار التقليدي النادي الإفريقي وقال مصدرنا إن فئة من جماهير الترجي لن تنسى ذلك اليوم الذي ارتدى فيه معلول زي الإفريقي ليس كلاعب فحسب وإنما كذلك كمدرب عندما أشرف على حظوظ فريق باب الجديد ولكن في المقابل شدد مصدرنا على أن الانتصارات ستكون الطريق الأقرب ليمتص معلول غضب هذه الفئة وأضاف مصدرنا من جهة أخرى أن معلول يتمتع بعلاقات جيدة مع مختلف رؤساء الأندية وسيكون أمام فرصة تاريخية لعقد مصالحة شاملة بين رجالات النادي (ولا يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل).