بعد أنتظار صدر الجزء الأول والثاني من مشروع «الرصيد المسرحي التونسي» وقد كانت البداية بالأعمال الكاملة لسمير العيّادي ومصطفى الفارسي ولعلّ الدكتور محمد المديوني أحسن الإختيار عندما بدأ بسمير العيّادي لغزارة عطائه المسرحي والموت الفجئي الذي أختطفه من أصدقائه وعائلته. هذا المشروع الذي طال أنتظاره يحقّق طموحا قديما للحياة الثقافية في تونس وكنت شخصيا كتبت أكثر من مرّة عن الذاكرة المسرحية المشتّتة وضرورة الإنتباه الى هذه الذاكرة المهدّدة بالتّلف والتلاشي. وبصدور هذه الأعمال الكاملة تكون المكتبة التونسية قد حقّقت إنجازا ثقافيا مهمّا لابد من إستمراره وتواصله حتّى يكون شاملا لكل الأعمال المسرحية التونسية فرغم المنجز المسرحي في تونس مازال عدد العناوين المسرحية محدودا جدّا قياسا بما يقدّم في تونس من أعمال مسرحية. الرصيد المسرحي التونسي مشروع طموح لابد أن تتضافر الجهود من أجل إستمراره وإذا كانت البداية بأصحاب المنجز المسرحي فنرجو أن يشمل في ما بعد حتّى أصحاب التجارب التي لم تحقّق التراكم اللاّزم فهناك نصوص لا يمكن أن تنسى مثل «المحارب البربري» و«بيارق اللّه» و«الشّابي» للبشير القهواجي أو «رجل أمام البحر» لوحيد الخضراوي وغير ذلك من الومضات المسرحية الجميلة.