أكّد الرئيس السوداني عمر حسن البشير في مقابلة اجرتها معه إحدى الفضائيات الليلة الماضية أن قرار الانفصال هو قرار المواطن في الجنوب وليس قرار الحكومة في الشمال، موضحا ان على من اختار الانفصال تحمل مسؤولية قراره. وتابع أنه بذل كل ما بوسعه لتحقيق الوحدة، وأنجز في الجنوب مشاريع ضخمة، لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان هي من لم يلتزم باتفاقية نيفاشا وهي من قررت الانفصال. وتعرض الرئيس السوداني الى مجمل القضايا بما فيها تلك التي تتعلق بملف أبيي، ونوع العلاقة التي ستكون مع دولة الجنوب الوليدة. وأشار الى ان الوضع الراهن في السودان ليس صنيعة السودانيين بل نتاج سياسة الاستعمار في السابق، ومخطط تفتيت البلاد. وقال: «نحن نعرف أن هناك مخططا لتفتيت السودان والمتآمر هو الصهيونية العالمية التي من أهدافها إضعاف العالم العربي والإسلامي». وردا على سؤال حول ما إذا كان الشمال يخشى من إقامة الجنوبيين علاقات مع اسرائيل، قال البشير هذا أمر يخصهم ما لم يتم استغلال هذه العلاقات في عمل عدائي ضدّ الشمال أيا كان نوعه. تحذير وحول ملف منطقة أبيي شدّد عمر حسن البشير على أن المشاكل العالقة تحتاج إلى مزيد من الوقت لمعالجتها، والمعالجة تتم عبر الحوار، «ولن نذهب إلى الحرب». وأضاف ان الأوضاع على الحدود ستبقى على ما هي عليه حتى تستكمل اللجان الفنية تقاريرها والتوصل إلى اتفاق. أما إذا قررت قبيلة الدينكا (التي ينتمي إليها سيلفاكير) اتخاذ قرارات أحادية وضم أبيي إلى الجنوب، فإن قبيلة المسيرية العربية قد تلجأ إلى الأمر ذاته والأمر قد يتحول إلى حرب. وحذر البشير من أي قرارات فردية من قبل الجنوبيين في كل ما يتعلق بمنطقة أبيي، لأنها ستقود في النهاية إلى حرب. وجدّد الرئيس السوداني التزامه بالاعتراف بدولة الجنوب، موضحا أيضا أن القيادة السودانية لن تستضيف على أراضيها أي معارضة مناوئة للجنوب أو لأي دولة من دول الجوار، لأنها تدرك أن وجود هذه المعارضة يخرب الأمن والاستقرار والعلاقات. وعن العلاقات مع الدولة الوليدة في الجنوب، قال: «نحن نفكر في صيغة اتحادية بين الشمال والجنوب على نمط الاتحاد الأوروبي». لكن عمر حسن البشير أوضح أيضا أن المواطن الجنوبي الذي اختار الانفصال لن يتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها المواطن الشمالي، ولن تكون هناك جنسية مزدوجة. وأضاف أنه سيكون مواطنا أجنبيا في الشمال مع بعض الامتيازات وأن وجود المواطن الجنوبي في الشمال والمواطن الشمالي في الجنوب سيخضع لاتفاقيات بين الطرفين. ومن جهة أخرى قال البشير إنه لا يثق بالوعود الأمريكية برفع العقوبات عن السودان ورفع اسمه من لائحة الدول الداعمة للارهاب و«التجارب السابقة تقف شاهدة على نقض واشنطن لكل وعودها».