أصبحت قفصة قطبا جامعيا هاما يستقطب كل سنة أعدادا هامة من الطلبة والطالبات طلبا للعلم من مختلف جهات الجمهورية وان هذا التطور في عدد الطلبة الوافدين على قفصة لم يتزامن مع تطور البنية التحتية لجامعة قفصة حيث لا تزال تستغل بنايات على ملك الخواص كفضاءات للتدريس وهو ما يكلف وزارة التعليم العالي دفع ما يزيد عن أربعمائة ألف دينار كل سنة كمعلوم إيجار يدفع لأصحاب البنايات التي يتم إيجارها والتي تقع في أكثرها بأحياء سكنية، أو بأماكن أخرى من شأنها أن تعيق الطالب ولا تساعده على التعلم بأريحية تامة. على غرار مقر المعهد العالي للفنون والحرف بقفصة والذي يقع على مقربة من خمارتين وبجانب محطة للنقل الريفي. وأن العمارة التي يستغلها المعهد هي ملك للخواص والفضاء الذي يحيط بها بحاجة أكيدة إلى التعهد خاصة عند نزول الأمطار تصبح البرك تحيط بالمقر من نواحي عدة. هذا من الخارج أما من الداخل فليس الوضع على أحسن حال بعدما ازداد عدد الطلبة بهذا المعهد وتضاعف عشر مرات في سبع سنوات (من 120 طالبا عند انطلاقة المعهد إلى 1200 طالبا وطالبة للسنة الجامعية 2010/2011) وهذا العدد الهائل من الطلبة غصت به فضاءات المعهد الذي لم يعد قادرا على القيام بدوره كأحسن ما يكون وقد تعاملت إدارته مع هذا الوضع ولم تبق مكتوفة الأيدي واستغلت كل الفضاءات المتاحة حتى الأروقة في بعض الأحيان استغلت فضاء للتدريس. وفي ظل انعدام الورشات لعدم توفر المكان المناسب بهذا المعهد وفي نطاق التفتح على المحيط أصبحت الورشات التي من المفروض أن تكون بفضاءات المعهد بالساحات العامة حيث تحولت جدران بعض البنايات بوسط المدينة إلى فضاء لهذه الأنشطة واستغلها الطلبة لتزيين بعض الواجهات التي زادت المدينة بهاء وجمالا أما بالساحات فقد ساهم طلبة المعهد في أعداد مجسمات في بعض الأماكن من المدينة على غرار ما وقع مؤخرا وبمناسبة الاحتفال بذكرى السابع من نوفمبر تم تركيز مجسم مستوحى من شعار السنة الدولية للشباب. وقد استعمل الطلبة في مشاريعهم فواضل الحديد وبعض المعادن الأخرى التابعة لشركة فسفاط قفصة. رغم ما يعانيه طلبة المعهد العالي للفنون والحرف بقفصة من صعوبات أدت بكثير منهم إلى الانقطاع عن مواصلة الدراسة بهذا الفضاء للأسباب التي ذكرت إلا أن الباقين ومع إدارة المعهد عازمون على التغلب على العراقيل وخير دليل ما قدموه إلى حد الآن. فهلا فكرت إدارة جامعة قفصة لايجاد الحلول لهذه المؤسسة الجامعية وغيرها من المؤسسات الأخرى بإحداث بنايات خاصة بها لتجنب الوزارة دفع معاليم هامة للكراء؟ وهل أن مقر جامعة قفصة سيظل مكانه متغيرا في ظل عدم وجود فضاء خاص به؟.