كشف عدد كبير من مسيحيي جنوب السودان أمس أنهم صوتوا خلال الاستفتاء الذي انطلق منذ الأحد، لصالح الوحدة وليس الانفصال، مبررين خيارهم هذا بأن الانفصال يعني العيش في بلد ليس فيه امكانات، فيما تواصلت أمس اتهامات جيش جنوب السودان لحكومة البشير بدعم مسلحين على الحدود لقتل المدنيين الجنوبيين. وأكد كثير من الجنوبيين المتواجدين بمراكز الاقتراع أنهم اختاروا الوحدة مشيرين إلى أنهم يقدرون خطورة الانفصال عليهم جيدا في ظل حكومة جنوبية لا يهمها إلا مصالحها الشخصية. حركة «إرهابية» وفي هذا الإطار قالت المواطنة الجنوبية «بييرا» إن الحركة الشعبية مارست إرهابا شديدا على أهل الجنوب وحاولت التفرقة بين المسيحيين والمسلمين، وضربت مثالا على ذلك يتمثل في شخصها فهي مسيحية من أب جنوبي مسيحي وأمها مسلمة شمالية مستقرة في الجنوب وعمها مسلم ويعمل في جامعة الأزهر بالقاهرة وشقيقتها مسلمة مقيمة في مصر أيضا. وأكدت بييرا أن هناك غزوا أمريكيا وصهيونيا بدأ يحدث في الجنوب منذ إتفاقية نيفاشا، مرجعة ذلك إلى أن الجميع يريدون الاستيلاء على الجنوب وعلى إمكاناته وثرواته وخاصة البترول وغيره من خيرات الأرض. ومن جانبه اعتبر «ريمون» ان الانفصال يعني عودة الحرب من جديد «ولكنها هذه المرة ليست حربا بين الشمال والجنوب ولكن بين الجنوب ذاته، حيث سيكون هناك صراع كبير على السلطة بين القبائل التي تريد أن تتحكم في موارد الدولة». وأضاف باللهجة السودانية «المغفلين رايدين انفصال حتى تعود الحرب من جديد». الخوف سيد الموقف وفي اتجاه آخر فقد أذهل كهل مسيحي إسمه «سيساتور» الموجودين في مركز الاقتراع حيث وبينما كان أحد الموظفين بصدد شرح كيفية التصويت، حيث تحمل بطاقة التصويت رمزين الأول كفين متّحدين ويرمز للوحدة والثاني كف واحد ويعني الانفصال، وبدأ الموظف بشرح الرمز الأول الذي يعني الوحدة ولم ينتظر الشيخ نهاية التفسير فغمس إصبعه في قارورة الحبر وطبعه على رمز الوحدة. وعندما سئل عن سبب تسرعه في خياره قال «نحن والشمال نعيش مع بعض من زمان... وهم ونحن أقارب فكيف تنفصل؟!». وأكدت مصادر إعلامية أن عددا كبيرا فضل عدم الكشف عن خياره في الاستفتاء، لكي لا يتعرضوا للمساءلة والتضييق.