تتجه أنظار العالم الى الحدث التاريخي في السودان حيث سيجري يوم التاسع من الشهر الحالي الاستفتاء على انفصال جنوب السودان عن شماله أو على بقاء الوحدة. وتجمع كل المؤشرات على أن انفصال الجنوب بات حتميا، في ظل قناعة السودانيين أنفسهم باتجاه الأمور نحو استقلال الشطر الجنوبي الغني بالنفط عن الشطر الشمالي. ومع اقتراب موعد الاستفتاء والتطمينات التي قدمها الرئيس السوداني عمر حسن البشير خلال زيارته الأخيرة الى عاصمة الجنوب«جوبا» تراجعت مخاوف الجنوبيين من امكانية تعثر إجراء الاستفتاء. وعبّر سياسيون سودانيون من الجنوب عن ارتياحهم للتصريحات التي أدلى بها البشير الثلاثاء الماضي والتي أكد خلالها دعمه للجنوب إذا أفضت نتائج الاستفتاء الى الانفصال، لكن تطمينات البشير لم تحجب التحديات التي تنتظر الجنوبيين وإشكالات حل القضايا العالقة مع الشمال بما فيها قضايا تقاسم الثروة وتحديد الحدود. استعدادات من جهة أخرى أعلن الأمين العام لمفوضية استفتاء جنوب السودان محمد عثمان النجومي أمس عن اكتمال الاستعدادات لإجراء الاستفتاء. وأوضح أنه تمّ بالفعل نشر المئات من موظفي الاقتراع بمراكز التصويت داخل السودان وخارجه. وأكد أن العدد الاجمالي للمسجلين الذين يحقّ لهم التصويت من أبناء الجنوب قارب ال4 ملايين شخص منهم ما يزيد على 3 ملايين و700 ألف سجلوا في ولايات الجنوب. كما أعلن دنيس كاديما مدير عمليات الاستفتاء في الأممالمتحدة أن «كل شيء جاهز وقد تمّ توزيع المعدات الانتخابية على كل النقاط وما على المفوضية الانتخابية سوى نقلها الى مراكز الاقتراع». يُذكر أنه لا بدّ من مشاركة 60٪ على الأقل من المسجلين للاستفتاء حتى يتمّ اعتماد النتائج التي سيفضي لها. ومع بدء العدّ التنازلي للاستفتاء تدفق على السودان عشرات المراقبين الدوليين من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لمراقبة عمليات الاقتراع.