عادت الحياة الى ولاية القيروان واشتدت حركة الشوارع في سيرها الطبيعي الى درجة الاختناق المروري الذي لم يوجد له أي حلّ ودبت الحركية الاقتصادية والتجارية والخدمات ومختلف الأنشطة الادارية تحرس أعينا متيقظة وأيادي كانت تقبض على الجمر فأضحت تمسك زمام أمرها وتقرير مصيرها. بعد ليلة حاسمة دوّى فيها الرصاص وتجندت فيها اللجان الشعبية لحماية الأحياء والممتلكات العمومية والخاصة من العصابات المشبوهة. قهوة ساخنة وخبز «ناضج» أمس الاثنين بدت على وجوه المواطنين بمدينة القيروان البشاشة والارتياح وتبادلوا تحية الصباح وشربوا قهوتهم بلا خوف على أرصفة المقاهي. الجميع خرج للشارع بعضهم توجه الى المخابز العامرة بالخبز القيرواني الناضج وآخرون توجهوا الى أسواق الخضر وشبان ملؤوا المقاهي وكهول شكلوا طوابير أمام مؤسسات البريد.. كل ذلك يوحي أن الحياة لم تتوقف بعد سقوط صنم الاستبداد وفشلت مخططات ترويع وتجويع الشعب التونسي بعد سرقته واستلابه. المسؤولون الرسميون من معتمدين ورؤساء مصالح والسلط الجهوية عاد معظمهم الى أعمالهم بينما تواصل تجند قوات الجيش في أماكن متفرقة من المدينة وتجندت المراكز الأمنية للحراسة وسيرت دوريات للشرطة تجوب الشوارع العامرة بعد أن فتحت المحلات أبوابها للحرفاء وتواصل تزويد الأسواق وعادت المستشفيات لقبول المرضى والمصابين. كما استأنفت أشغال عديد الحظائر وتوجه العمال الى معاملهم. في القيروان تمكنت قوات الجيش من ايقاف عديد السيارات والأشخاص المشبوه فيهم وبحوزتهم أسلحة ومسروقات ودارت معارك انتصر فيها «الرجال» المجندين الذين أعادوا الى الشارع الاطمئنان والأمان وقضوا على عمليات السرقة. ثورة ضد «التجمع» من جهة ثانية شهد مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان تجمهرا احتجاجيا لعدد من المواطنين الأحرار منددين بتواصل السلطة والحكم بيد حزب التجمع من خلال الاحتفاظ بممثلي الحزب في مناصب وزارية وأيضا رافضين الاعتراف بحضور هذا الحزب في أية حكومة سواء انتقالية أو رسمية مطالبين باطلاق سراح الطلبة وأصحاب الشهائد العليا الذين تم ايقافهم على خلفية التظاهر السلمي قبيل تنحي النظام والذين طالبوا بحقهم في الشغل والكرامة. أهالي القيروان عبروا بطرق مختلفة عن أسفهم للشعب التونسي نيابة عن القيروان الخالدة التي خرج منها سفاح يسمى «علي السرياطي» الذي تم ايقافه من قبل الجيش على خلفية تآمر على الشعب والدولة وتحريضه على العنف وتقويض فرحة الشعب التونسي بالاستقلال بتجنيده لعصابات مسلحة تجوب كامل الجمهورية وتزرع الخوف والموت وتحصد الشهداء.