على أرصفة المقاهي بالقيروان تهالك الكهول والشبان الذين لم تنته بطالتهم يلاعبون الورق ويرتشفون المشروبات بينما انشغل أصحاب الورشات والتجار والموظفون في أعمالهم واكتظت الشوارع بالعربات وتهافت أرباب الأسر لسحب مرتباتهم واقتناء الحاجيات الأساسية من الأسواق التي زودت لتوها بشتى المواد الاستهلاكية وخرج الأطفال إلى بطحاء الحي يدحرجون الكرة... هذا مشهد إجمالي وصورة عامة للحياة أمس الأربعاء في ولاية القيروان التي تعيش ثالث أيام هدوئها وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد أيام من ثورة الحرية. وبعد أن انعدمت أعمال العنف بشكل كلي وتراجعت وتيرة حالة الطوارئ. وفي مقابل ذلك تواصلت المظاهرات الشعبية أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان الذي شهدت ساحته مظاهرة شارك فيها مئات المواطنين من مختلف فئات المجتمع إذ نظم الاتحاد الجهوي للشغل مظاهرة سلمية واعتصاما لم يتجاوز ساحة الاتحاد التي غصت بالمتظاهرين الممثلين لمختلف الأطياف السياسية والحزبية المعترف بها والمحظورة، لكن الحناجر الرافعة للشعارات دوت بأصواتها عاليا مطالبة برحيل وحل «حزب التجمع» الحاكم سابقا، مطلبها الأساسي «تونس حرة» متحررة من حكم «التجمع» لأنهم رأوا أنه لا يزال ماسكا بالسلطة على ضوء الحكومة المؤقتة التي شكلت مؤخرا. وطالب المتظاهرون بضرورة تشريك جميع القوى السياسية المعارضة إشراك الشعب في القرار السياسي من خلال حضور ممثليه منادين بعدم «سرقة ثورة الشعب» التي رأوا أنها تلوح من خلال ركوب عديد الأطراف السياسية على الحدث.