تونس واشنطن محمد سعيد انتقدت صحيفة «نيويورك تايمز» ما وصفته تباطؤ فرنسا في إعلان تأييدها لحركة التظاهرات الشعبية في تونس التي أطاحت بحليفها زين العابدين بن علي. وقالت الصحيفة إن الحكومة الفرنسية تتحرك الآن في مسعى الى انقاذ ما يمكن إنقاذه في دولة ترتبط معها بعلاقات اقتصادية وشخصية وتاريخية. ونقلت الصحيفة عن السفير الفرنسي الأسبق لدى تونس جاك لانكساد قوله إن «فرنسا اساءت فهم تونس على مدى سنوات ليس فقط في الاسابيع الاخيرة ... فمنذ عام 2000 رأى الشعب أن النظام التونسي صار أقرب إلى شبه ديكتاتورية. ولكننا لم نتفاعل، وواصلنا تأييدا عاما لهذا النظام بسبب مصالح اقتصادية». وقال لانكساد وهو أميرال متقاعد ورئيسا سابقا لهيئة الأركان الفرنسية إن فرنسا لم تستوعب مدى العمق الذي كانت تغير به الأزمة الاقتصادية الأمور وتجاهلت القيود المفروضة على الصحافة.. مضيفا «لم نأخذ في الاعتبار الرأي العام التونسي واعتقدنا أن ابن علي سيعيد ترسيخ وضعه». وقالت الصحيفة إن فرنسا باعتبارها قوة استعمارية سابقة عقدت علاقاتها مع تونس كما هو الحال مع المغرب والجزائر وساحل العاج وغينيا والعديد من الدول الأفريقية الأخرى وبشكل عام أيدت الحكومات الفرنسية الاستقرار السياسي لحماية المواطنين الفرنسيين والشركات والمصالح الاقتصادية. وأشارت إلى أن ذلك يعتبر توازنا دقيقا بالنسبة الى دولة تطرح نفسها كمهد للمساواة والحرية وحقوق الإنسان والثورة ولكنها تسعى أيضا الى فرض قوتها الاقتصادية في العالم. وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي استخدمت فيه فرنسا جنودها في الماضي لدعم اصدقائها في أفريقيا، إلا أن هذه الحقبة انتهت مع تشديد فرنسا حاليا على أنه ليس بوسعها أخذ زمام المبادرة في النزاعات الأفريقية. وذكرت الصحيفة بأنه حتى في ساحل العاج التي منع الرئيس المنتخب من تولي السلطة فيها من قبل سلفه المهزوم، طالبت فرنسا بأن يتم احترام الديمقراطية وأنه يجب على البلدان الأفريقية والأمم المتحدة أن تحل المشكلة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنارد فاليرو «إن أولوياتنا في تونس كان وقف سفك الدماء. والآن وبعد التغيير فإننا سنساعدهم في بناء ديمقراطيتهم وسنقدم مزيدا من المساعدة لهم على طريق التنمية الاقتصادية التي تسببت في هذه المشكلة». ويذكر أن المسؤولين الفرنسيين ومن بينهم وزيرة الخارجية ميشيل أليوت-ماري ركزوا في تصريحاتهم على ضرورة تجنب نظام بن علي استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، حيث أن فرنسا كما هو الحال مع الولاياتالمتحدة كانت تنظر إلى بن علي كحليف لها في الحرب على ما يسمى «الإرهاب». وقد انتظر الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ورئيس وزرائه فرانسوا فيلون حتى يوم الجمعة الماضي الذي شهد رحيل بن علي عن تونس كي يقررا منع طائرة بن علي من الهبوط في باريس لطلب اللجوء. كما أن ساركوزي تحدث فقط يوم السبت الماضي حيث أعرب عن دعمه لتغيير ديمقراطي في تونس وانتخابات سريعة. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الزعماء والسفراء والديبلوماسيين ورجال الأعمال الفرنسيين قد استمتعوا بقضاء وقت وإجازات في ضيافة مجانية في أفضل المنتجعات السياحية في تونس بقرار من حكام تونس.