في أكبر مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في مواجهة "عدوان الصيف" الإسرائيلي على قطاع غزة، دوت هتافات نحو 100 ألف مغربي بالعاصمة الرباط اليوم السبت 8-7-2006 مطالبين بدعم عربي وإسلامي أكبر للفلسطينيين ولحكومتهم ووقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل. وانطلقت المسيرة التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين" و"الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني" من ساحة باب الأحد بالرباط وتوقفت أمام البرلمان المغربي؛ حيث ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، ومنددة بالصمت العالمي علي جرائمه ومنها "لا حصار لا تجويع ونحن كالسد المنيع" و"فلسطين تقاوم والأنظمة تساوم" و"خيبر يا يهود جيش محمد سيعود" و"الانتقام الانتقام يا كتائب القسام". كما رفعوا الأعلام الفلسطينية والمغربية وصور الراحل الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذي اغتالته إسرائيل عام 2004. وكتب المتظاهرون على لافتات حملوها العديد من المطالب أبرزها "نطالب بدعم أكبر للشعب الفلسطيني ووقف كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني". وشارك بالمظاهرة عشرات الهيئات المدنية، إلى جانب ممثلين عن الجمعيات الثقافية وجمعيات المهنيين والحرفيين، وسط حضور ضعيف للأحزاب السياسية، بحسب مراسل إسلام أون لاين.نت. وبحت حناجر المتظاهرين لأكثر من 3 ساعات ونصف وهو الوقت الذي استغرقته المسيرة. وكان لافتا للانتباه حضور نساء طاعنات في السن إلى جانب كثير من المعاقين والشيوخ. وقدر خالد السفياني رئيس مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين التي دعت إلى تنظيم المظاهرة أعداد الحاضرين بأنه "تجاوز 100 ألف متظاهر" بينما قدر مسؤول أمني العدد بنحو 50 ألف متظاهر. ونددت المسيرة الشعبية التي نظمت تحت شعار "جميعا لمناهضة الإرهاب الصهيوني ودعم صمود الشعب الفلسطيني" بعمليات الاختطاف للمسئولين الفلسطينيين ووزرائه والاعتقالات الجماعية وتدمير البنى التحتية الفلسطينية التي قام بها الاحتلال تحت أنظار العالم. كما نددت كلمات منظمي المسيرة ب"تخاذل الأنظمة العربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية"، داعين الحكومات العربية إلى "نفض غبار الذل والهوان عنها"، و"عدم الخضوع للهيمنة الصهيونية والأمريكية". ورفع المتظاهرون أيضا لافتات مناهضة للولايات المتحدةالأمريكية، ومستنكرة "للدعم الأمريكي اللامسئول للاحتلال الصهيوني". وعن هذه المظاهرات الضخمة قال سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي في تصريحات لرويترز اليوم السبت "هذه رسالة إلى الحكومات العربية التي يجب أن تخرج عن صمتها وتتحرك على كل الواجهات لتخفيف هذا الحصار وهذه المأساة الإنسانية". وأضاف "هي رسالة أيضا إلى الأنظمة الغربية بأن الشعوب العربية تشعر بنوع من الغضب من سياسة الكيل بمكيالين الفاضحة في الوقت الذي يسكت فيه المجتمع الدولي على ألفي أسير فلسطيني من بينهم مئات الأطفال والنساء يطالب بإطلاق سراح جندي إسرائيلي محتل مدجج بالسلاح أسرته المقاومة". المسيرات وحدها لا تكفي من جانبه وصف أحمد بن جلون الأندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني هذه المسيرة ب "الرمزية لأن الشعب الفلسطيني في حاجة إلى دعم أكبر وألا يكون هذا الدعم موسميا بتنظيم مسيرة أو وقفة احتجاجية". داعياً المغاربة إلى جمع التبرعات للشعب الفلسطيني. أما عبد الرحمن بن عمرو الحقوقي والقيادي في حزب الطليعة الديمقراطي الذي ينتمي لاتجاه اليسار فقد أدان "الصمت الدولي الذي يقف صامتا أمام جرائم ضد الإنسانية". العراق لم يغب قضية العراق لم تغب عن المسيرة، حيث رفع المحتجون الشعارات وصورا تبرز وتفضح جرائم قوات الاحتلال الأمريكية في العراق، والتي كان آخرها اغتصاب فتاة عراقية وحرقها والتي كشف عنها مؤخراً. وعبر المتظاهرون عن غضبهم الشديد من تواطؤ منظمة الأممالمتحدة، وصمتها المريب اتجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي. وفي نهاية المسيرة أجمع المحتجون على ضرورة مواصلة الاحتجاجات الشعبية ليس في المغرب فقط ولكن في كل بقاع العالم الإسلامي، مؤكدين في الوقت نفسه أن أشكال الدعم يجب أن تتطور للقطع نهائيا مع كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل وتقديم الدعم المالي والسياسي للحكومة الفلسطينية المحاصرة. ولم تمنع درجات الحرارة المرتفعة التي بلغت مستويات قياسية (تجاوزت الأربعين درجة) المسيرة من استمرارها رغم أنها تسببت في حدوث بعض حوادث الإغماء البسيطة، كما شوهد سيارات الإسعاف ورجال الوقاية المدنية منتشرين بانتظام بأماكن متفرقة مرت بها المسيرة. وشهدت العديد من الدول العربية والغربية مظاهرات للتنديد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر يوم الأربعاء 28-6-2006.