... وزمجر الشعب غضب الشعب التونسي أمس، وتوافد على «ساحة النصر»، ساحة القصبة سابقا، من كل حدب وصوب... جماهير غفيرة تعدّ بمئات الآلاف، من الجنسين، من كل الشرائح والأعمار تنادي بشعارات تهدف كلها إلى إسقاط «الحكومة الانتقامية»، «حكومة الغنّوشي التي يرى فيها المتظاهرون أمس، في ساحة القصبة بالعاصمة والشوارع المتاخمة لها، تواصلا لنظام الرئيس المخلوع، ونسخة «مطابقة للأوسخ» منه... ... وزمجر الشعب... تدفّق الشعب التونسي إلى ساحة القصبة بالعاصمة يتدثّر بمبادئ الثورة التي أطاحت بالدكتاتور بن علي، وتعالت الشعارات مدويّة، لتطغى على أزيز الطائرة المروحية المحلقة فوق رؤوس المتظاهرين... وبين الزّغاريد المنبعثة من حناجر الفتيات، سطع الشعار «الأكبر» والمردّد بإلحاح: «الشعب يريد مجلسا تأسيسيّا»... ومن حين لآخر يتمّ ترديد شعارات أخرى من بينها: « Dégage يا وحوش... الدكتاتور فهمنا... وأنتم ما فهمتوش»... و»الحكومة مسرحيّة... والعصابة هي هي»... ... وزمجر الشعب... كان «الغضب السّاطع» ينضح أمس على وجوه كل المتظاهرين دون استثناء، الذين غصّت بهم كل الشوارع والأنهج المؤدية إلى ساحة القصبة... وكان علم الخضراء يرفرف عاليا شامخا كما المتظاهرين... ... وزمجر الشعب على "الحكومة الانتقامية" كم أنت رائع أيّها الشعب التونسي... وكم أنت متّحد تنادي بصوت واحد: «لا لهذه الحكومة المعكّزة» التي خذلت ثورتك على الدكتاتورية والنهب والاستبداد، والتي ما فتئت تراوح في قراراتها، لم تشف غليلك، ولم ترتق إلى آمالك... وكم أنت كالبُنيان المرصوص أيها الشعب التونسي، ففي مظاهرتك أمس، في ساحة القصبة، وما جاورها من شوارع وأنهج التحمت كل شرائحك، فالمحامون انطلقوا من أمام قصر العدالة بعباءاتهم السّوداء لينضمّوا إلى المظاهرة مرددين نفس الشعار: «نريد مجلسا تأسيسيا».. و"محاماة حرّة حرّة... والغنوشي على برّة" وكم أنت تونس أيها الشعب العظيم... وهذا الوطن معبدك، أزهر الماء فيه بثورتك... فاقرأ باسم وطنك... واغزل من خصلات النجوم والقمر... من حرير المطر... من حبق الصلصال والحجر... سماء يانعة لهذا الوطن... وهذا الوطن معبدك قل: هو الوطن أكبر... الوطن الأخضر... سلام أيّها الوطن سلام... تنزّلت فيك الملائكة والحمام...