غادر حاتم الطرابلسي تونس الى هولندا وتحديدا فريق أجاكس امستردام الشهير وأفضل مدرسة في كرة القدم في العالم بشهادة كل الأندية العالمية وتكفي الاشارة ان أفضل لاعبي العالم تخرجوا من هذه المدرسة مثل كرويف وفان باستن وغيرهما كثير ونال حاتم الطرابلسي هذا الشرف كأول لاعب تونسي يحترف بفريق من هذا الحجم. وسطع نجم حاتم بسرعة خيالية وأصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم في مركزه في العالم وهذا دائما بشهادة الفنيين والملاحظين. تهافتت عليه أبرز الاندية الاوروبية وأشهرها على الاطلاق وخاصة الاندية الايطالية والانقليزية وأكد الجميع ان حاتم الطرابلسي سيشق طريقه نحو العالمية على غرار أفضل اللاعبين الافارقة مثل وياه وبيلي وغيرهما. فماذا أصاب الطرابلسي؟ *الاحتراف ليس للمال فقط المعروف ان حاتم الطرابلسي منذ ان غادر تونس رافقت احترافه العديد من المشاكل والظروف الصعبة وساءت العلاقة مع فريقه وكذلك مع زياد التلمساني وأسال احترافه الكثير من الحبر وعقدت الندوات الصحفية والندوات المضادة. وسبب الاختلاف كان ماديا بالدرجة الأولى وأكدت كل الأطراف (الفريق واللاعب والوسيط) انها لم تتحصل على حقوقها. ومنذ البداية بدأت معاناة الطرابلسي وتأكد ان اللاعب مهتم بالمال أكثر من مسيرته الرياضية. ويعرف الجميع ان اللاعب المحترف لا يمكن ان يهتم بالجانب المالي والكروي في نفس الوقت ولذلك يتجنب نجوم العالم الخوض في المسائل المالية اذ لم نر زيدان او رونالدو او اي نجم آخر يناقش العقود وقيمة العقد والأجر الشهري رغم ان ميزانية أحدهم تتجاوز ميزانية بعض الدول. ويسعى نجوم العالم الى ترك المسائل المالية بين أيدي وكيل الاعمال. *مدرسة التصدير الاولى لا تصدر! المعروف ان مدرسة أجاكس هي مدرسة التصدير الاولى وأغلب الاندية الأوروبية وأفضلهم تخرج من هذه المدرسة والتصدير شعار رفعه نادي أجاكس منذ سنوات عديدة ولأول مرة تكشف وسائل الاعلام ان هذا النادي الهولندي العريق يرفض تصدير أحد اللاعبين ويرفع الفيتو في وجه لاعب تهاطلت عليه العروض والاكيد ان في المسألة سرا. *لماذا الطرابلسي وميدو بالذات؟ الملاحظة الهامة ان اللاعبين اللذين وجدا صعوبات في التعامل مع نادي أجاكس هما العربيان حاتم الطرابلسي واحمد حسام والمعروف باسم «ميدو» فهل هي الصدفة؟ ام لأنهما عربيان؟ أم لأسباب أخرى متعلقة بالعقلية وبعقلية الاحتراف أساسا ونحن مازلنا بعيدين كل البعد عن عقلية الاحتراف. *المال... المال عندما تحول حاتم الطرابلسي الى أجاكس كانت قيمة الصفقة أقل بكثير من قيمته الكروية وهذه حقيقة وكان الاجر الشهري الذي يتحصل عليه في أجاكس أقل بكثير من زملائه وهذه مسألة عادية يعرفها كل اللاعبين الذين تحولوا من افريقيا الى أوروبا في الخطوة الاولى واسألوا وياه وبيلي وصاموال ايتو (الذي تحول الى برشلونة مؤخرا ب17 مليارا) ولذلك بحث الطرابلسي عن التعويض وأراد ان ينهي العقد مع أجاكس ثم يتحول الى فريق آخر ويفوز بالصفقة كاملة دون ان يستفيد منه النادي. ولم يراع مصلحة الفريق الذي عرف به والذي أجبر كل أندية العالم على الجري وراءه ولكن نادي أجاكس الخبير بمثل هذه المسائل كان الطرف الأقوى وتأكد الطرابلسي أنه لا يمكن ان يصبح حرّا رغم انتهاء العقد لأنه لا يمكن التفريط في لاعبين نفض عنهم الغبار بهذه السهولة. واقتنع الطرابلسي انه الطرف الاضعف وقبل بشروط أجاكس وتحول الى أرسونال ولكن هذه السمعة «السيئة» سبقته الى انقلترا ولذلك كانت الشروط هناك تعجيزية اذ أكد النادي الانقليزي أنه لا يمكن انتداب الطرابلسي الا في شكل اعارة او صياغة قريبة منها اي ان يتم الحاق بند بالعقد يقضي بأن يتكفل نادي أجاكس بالتعويض اذا تعرض الطرابلسي الى اصابة لان الاختبار الطبي لم يكن ناجحا. *من الصفر الآن عاد حاتم الطرابلسي الى أجاكس وتم الحاقه بالفريق الثاني وكأنه لاعب جديد مجهول ينتدب لأول مرة يجب عليه ان يثبت قدراته في الفريق الثاني ويقنع مدرب الفريق الاول بأنه قادر على تقديم الاضافة. وحتى يؤكدون له انه لا يمكن له ان يتطاول على هرم في حجم أجاكس رسمه كومن بالقائمة الاوروبية وهذا يعني ان كل الاندية الاوروبية الكبرى لن تنتدبه. *طموحاتي أكبر من أجاكس ذات يوم طلع علينا حاتم الطرابلسي على الشاشة الصغيرة وهو يجلس على كرسي هزاز. وقال «طموحاتي الآن أكبر من أجاكس» والمسألة لا تحتاج بالتأكيد الى تعليق، لأنه لم يسبق في تاريخ كرة القدم أن قال نجوم العالم هذا الكلام... *توقعات لومار قال مدرب المنتخب روجي لومار ذات يوم عندما سئل عن موقفه من خروج حاتم الطرابلسي من أجاكس عندما كانت المسألة في بداياتها... «اللعب في أجاكس حلم أي لاعب في العالم» واكتفى بهذا الكلام لأنه أعمق من اي مقال يكتب او محاضرة تقدم. المهم الآن ان حاتم الطرابلسي قيمة كروية ثابتة وهذا لا جدال فيه والمهم الآن ان يعلم ان الامل مازال قائما وان اصلاح الخطإ بالخطإ لا يجوز وان الضربة التي لا تصيبك في مقتل تقويك.