أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أول أمس الأحد بأنه لن «يسمح للفوضى الخلاقة» بتدمير البلاد، والتي اتهم المعارضة بالسعي اليها، مشددا على ان اليمن ليست تونس، وطلب العفو من اليمينيين في حال «أخطأت أو قصرت» لأنه «لا يحوز الكمال الا الله». وقال صالح، خلال اجتماع بقيادات القوات المسلحة، «يريدون (المعارضة) التربع على كرسي السلطة لقد قلنا دعونا نتداول السلطة سلميا وليس بالفوضى، واليمن ليست تونس، التي لا يدخل المسجد المواطن فيها الا بالبطاقة الشخصية يعرف بنفسه انه مسلم». ودعا صالح المعارضة اليمنية في الداخل والخارج الى الحوار الجاد، الذي يُخرج اليمن من ازماتة واعلن استعداده لمناظرة تلفزيونية مع قيادتها والاحتكام الى الشعب بخصوص القضايا المثارة كالانتخابات البرلمانية والتعديلات الدستورية. وبشأن ما يتردد عن رغبته في توريث الحكم لاسرته، قال صالح «قمة الوقاحة القول إن عندنا توريث ونحن نظام جمهوري ديمقراطي ضد التوريث لا في القرية ولا في القبيلة ولا في السلطة ولا في الوحدة ولا في الوزارة نحن ضد التوريث». وتشهد العاصمة صنعاء منذ اسبوعين مظاهرات حاشدة في جامعة صنعاء للطلاب والحقوقيين والنشطاء دعت الى تنحي علي عبد اللّه صالح واسرته عن الحكم، بعدما أمضى ثلاثة عقود في سدة الحكم. وقال صالح، مخاطبا قيادات القوات المسلحة، «هذه المؤسسة مستهدفة ولا بد أن نحميها، حيث دخلت الخدمة خلال العام المنصرم أكثر من مائتين عربة مدرعة جديدة خفيفة متوسطة، والغرض منها الحفاظ على سلامة الضباط والأفراد والجنود». وعزا الرئيس اليمني انتشار البطالة في بلاده الى حجب الاستثمارات سواء كانت محلية أو أجنبية، مؤكدا انها لن تأتي الا في ظل الأمن والاستقرار. وقال «من يرفعون شعار الفوضى الخلاقة هم من مخلفات الامامة يقودون اليوم احزاب التحالف المشترك فلا يمكن ان تكون هناك فوضى خلاقة بالنزول الى الشارع للاعتصامات، والدعوة الى هبة رجل واحد لاجتثاث النظام». وأشار الى ان المعارضة، «اذا ارادت الوصول الى السلطة فذلك عبر صناديق الاقتراع وليس عن طريق الفوضى الخلاقه». وقال «من السذاجة، بل من الوقاحة الاستغلال الرخيص لمشاعر البسطاء من عامة الناس، وتصوير التعديلات الدستورية في مجلس النواب بخمس سنوات غير محددة». ودعا صالح القوى السياسية الى العودة الى الحوار ومراجعة حساباتها، مشددا على ضرورة الحوار «وعلى قاعدة لا ضرر، ولا ضرار لمصلحة الوطن وليس لتخريبه». لكنه استدرك بالقول عن قيادات المعارضة «أعطيناهم موعدا واجلناه من اجل ان يرتبوا أوضاعهم وحالهم في الدوائر، ويشرفوا على عمل مسح لكوادرهم، والآن يطالبون بتأجيله مدة سنة». وأضاف «بلدنا بلد الحرية والديمقراطية لا بلد الفوضى ونحذر من الفوضى والغوغائية لأنهم يدفعون بالبسطاء من الناس والعامة الى الشوارع». وكانت وزارة الداخلية اليمنية حذرت اليوم من استمرار المظاهرات في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات، وتعهد وزيرها اللواء مطهر المصري بمساءلة من يقفون وراء تلك المظاهرات.