في المشروع المجتمعي للتغيير يحتل المواطن التونسي رأس الاولويات... فمنه تنطلق مسيرة التنمية واليه تعود ثمارها وانجازاتها... وعلى هذا الدرب قطعت بلادنا اشواطا هامة وحققت مكاسب اجتماعية تجعلها انموذجا يحتذى في صنع التنمية الاقتصادية بدون دفع فاتورة اجتماعية كما يحدث في جل البلدان التي تتبع منهج اقتصاد السوق. في تونس يدرك الجميع ويؤكد الواقع وتثبت النتائج ان المكاسب الاجتماعية اتبعت خطا تصاعديا لينعم التونسي بثمار التنمية وليدعم مكاسبه وحقوقه... كل ذلك بفضل إرادة سياسية واضحة جعلته المنطلق والمنتهى للعملية التنموية برمتها... وبفضل فكر استراتيجي لا يهمل كبيرة ولا صغيرة ويعتمد التشخيص الدقيق والحلول والوصفات الشاملة التي لا تترك مجالا للصدف... وايضا بفضل قلب رحيم اعلن انحيازه الكامل والمطلق للمواطن التونسي من اقصى البلاد الى اقصاها... وجعل الجوانب الاجتماعية تتبوأ الاولوية المطلقة في السياسات والتوجهات التي رسمها الرئيس بن علي لتحقيق ما اصبح يعرف الآن بالمعجزة التونسية... ليس هذا فقط، بل ان العناية الرئاسية اتجهت الآن وتتويجا للنجاحات الاقتصادية والاجتماعية التي عرفتها بلادنا للعناية بنوعية الحياة... وذلك بالحرص الدؤوب على توفير محيط نظيف وجميل يطيب فيه العيش لكل التونسيين ويكون تتويجا لما شهدته بلادنا من نهضة شاملة وكذلك عنوانا لتونس العصرية المتطوّرة. والداخل الآن الى مختلف المدن التونسية والمتجول في مداخلها وفي شوارعها الرئيسية يدرك ان نقلة نوعية هامة قد تحققت لإضفاء مسحة من الجمال تسر الناظرين وتروي للعابرين قصة الجهود الجبّارة التي تبذل لجعل الجمالية ايضا مقياسا لمدى التطوّر الذي تحقق... كما ان المتجول في عديد المدن والناظر الى المنتزهات الحضرية والمناطق الخضراء التي باتت منثورة في اتساق وانسجام في كل الربوع تقريبا يدرك ان الرهان بات واضحا على النهوض بالمحيط كقاعدة اساسية للنهوض بنمط الحياة ونوعية العيش بما يتسق مع ما بلغته بلادنا من تطوّر وما بلغه التونسي من تحضر... هذا الملف كان حاضرا يوم امس ايضا من خلال لقاء رئيس الدولة بوزير التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية وكذلك بوزير الفلاحة والبيئة والموارد المائية والذي تابع فيه تقدّم عدد من مشاريع المنتزهات والفضاءات الترفيهية في إطار عناية سيادته المتواصلة بالمناطق الخضراء وجمالية المدن... وهو ما يشكل تعبيرا صريحا عن إرادة سياسية تراهن على الجمال كقيمة للرفع من الذائقة العامة.. وكمقوّم لحياة متحضرة ولمحيط نظيف يطيب فيه العيش ويجعل المواطن التونسي ينعم بأحد أهم ثمار التنمية بعد المكاسب الاجتماعية والمتمثل في حقه في العيش في محيط جميل ونظيف ومريح يحفزه للحفاظ عليه ويشحنه لمزيد العمل والكد لتحقيق المزيد من كل المجالات وفي طليعتها مجال العناية بالمناطق الخضراء وبجمالية المدن وما يتبعهما من منتزهات حضرية ومن فضاءات ترفيهية.