تونس 5 أفريل 2010 (وات)- تحتفل تونس مع سائر البلدان باليوم العالمي للصحة الموافق للسابع من أفريل كل سنة والذي اختارت له منظمة الصحة العالمية هذا العام شعار "التوسع الحضري والصحة" نظرا للتحديات التي قد يواجهها القطاع الصحي في ظل عالم أخذ في التوسع الحضري بشكل متزايد. فالنمو الحضري الذي يفتقر للتخطيط يعرض السكان لخطر تدنى جودة الحياة وضعف التغطية الصحية وهو ما قد يؤدى إلى زيادة خطر الأمراض والإصابات والوفيات. وتؤكد وزارة الصحة العمومية في بيان أصدرته بالمناسبة ان الاحتفال بهذا اليوم يعد فرصة لابراز المكاسب والخيارات التي اقرها رئيس الجمهورية للرقى بجودة الحياة فى تونس ضمن مقاربة تنموية متعددة العناصر توفر للمواطن شروط العيش في بيئة سليمة متوازنة. ومن هذا المنطلق حظى القطاع الصحى بعناية فائقة تتجلى خاصة من خلال التوفق في القضاء على عديد الأوبئة والسيطرة على أمراض العصر الى جانب بلوغ مؤشرات صحية متميزة منها ارتفاع معدل مؤمل الحياة عند الولادة الى 74 عاما فاصل 8 وتحسين التغطية الصحية التي تبلغ حاليا طبيبا لكل 850 ساكن. وستتدعم هذه المكاسب خاصة من خلال ما أقره البرنامج الرئاسى للفترة 2009-2014 في إطار رؤية استراتيجية تهدف الى تحقيق مستوى عيش افضل ونوعية حياة أرقى لفائدة أجيال الحاضر والمستقبل وهو ما تعكسه الاجراءات الرائدة التي تضمنتها النقطة الخامسة من هذا البرنامج "الصحة حق أساسي ومقوم فاعل لجودة الحياة". ويعد الاهتمام المتزايد في تونس بمختلف مقومات التنمية المستديمة والأمن الصحى من ثوابت السياسة التنموية التي تتميز خاصة بضمان التلازم المتين بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والمراهنة على الموارد البشرية وإحكام الإحاطة بها باعتبارها أداة أساسية لاستحثاث نسق النمو وكسب رهان المنافسة المتنامية في كافة الميادين. ويشير البيان الى تزامن إحياء هذه التظاهرة مع مبادرة رئيس الدولة بجعل 2010 سنة مكافحة الأمراض السرطانية وهو ما يعكس العناية الفائقة بصحة المواطن و وقايته من مختلف عوامل الاختطار. وهي توفر بذلك إطارا ملائما لتدعيم البرامج والتدابير في مجال مقاومة مرض السرطان ومواصلة الجهود المبذولة ضمن سنة مكافحة التدخين. وتشهد تونس نقلة متميزة في مجال الارتقاء بنوعية الحياة من خلال رفع معدل الدخل الفردي وتحسين جودة الخدمات الصحية والنهوض بأوضاع الأسرة والطفل والتقليص من نسبة الفقر وتوفير مرافق الحياة الكريمة لكل المواطنين. كما سجلت المؤشرات البيئية تطورا ملحوظا اذ ارتقت نسبة الغطاء النباتى الى حدود 12 فاصل 86 بالمائة وبلغ معدل المساحات الخضراء بالوسط الحضري 15 فاصل 37 م2 لكل ساكن كما بلغ عدد المنتزهات الحضرية 34 منتزها. وتم التوصل الى تزويد المناطق الحضرية بالكامل بالماء الصالح للشراب ورفع نسبة الربط بشبكة التطهير الى 90 بالمائة بفضل انجاز 106 محطة تطهير فضلا عن احداث 18 محطة قارة ومتنقلة لمتابعة المستمرة والمراقبة الدورية لنوعية الهواء بمختلف جهات البلاد واصدار قانون سنة 2007 بهدف الوقاية من تلوث الهواء وتأثيراته السلبية على صحة الإنسان والبيئة. ويذكر أيضا في هذا السياق إحكام التعاون بين كافة القطاعات والجمعيات التي لها برامج تتعلق بالبيئة على غرار البرنامج الوطنى لتطهير الاحياء الشعبية والبرنامج الوطنى للنظافة والعناية بالبيئة والبرنامج الوطنى لنظافة المحيط وجمالية البيئة وخاصة مشروعه الرائد /المدينة المنتزه/. كما يجدر التذكير باختيار منظمة الصحة العالمية مدينة اريانة لتنفيذ مشروع "المدينة الصحية" الذي يشمل عددا من المدن من مختلف القارات ويرمى الى تحسين ظروف العيش في محيط صحى وسليم. وكانت هذه المكاسب والبرامج الهامة محل تقدير الهيئات الدولية بتصنيف تونس سنة 2009 أول دولة عربية وافريقية في مجال جودة الحياة. وبمناسبة هذا الاحتفال، تنظم وزارة الصحة العمومية بالتعاون مع الوزارات والمنظمات المعنية عديد الانشطة التحسيسية والثقافية والرياضية. كما تلتئم ندوة وطنية حول "التوسع الحضري والصحة" يوم 7 افريل 2010 بالمركز الثقافي والرياضى بالمنزه السادس يقام في اطارها معرض وثائقى بمشاركة جميع الهياكل المتدخلة.