علمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن عشرات من أعوان الأمن من شرطة وحرس وطني استشهدوا في الانتفاضة الاخيرة التي مرت بها بلادنا على اثر تصديهم لبعض الجماعات التي حاولت الاستلاء على بعض الأملاك العمومية والخاصة وحمايتهم لبعض الممتلكات من السرقة والحرق. وخلافا لما راج في وسائل الاعلام أن 5 أعوان فقط قد استشهدوا أفادنا مصدرنا أن العشرات من أعوان الأمن قد استشهدوا وأن قرابة ال80 عونا يقبعون في المستشفيات لتعرضهم لجروح منها الخطيرة ومنها المتفاوتة الخطورة وقد تم تسليم بعض الشهداء لعائلاتهم في حين مازال البعض منهم في ثلاجات الموتى في مجموعة من المستشفيات ولم يتم تسليمهم. «براكاجات» واختطاف وفي الوقت الذي كان فيه الشارع التونسي ثائرا ضد أعوان الأمن كان هؤلاء يستشهدون في سبيل الوطن وحماية الشعب وقد تعرض عدد كبير منهم الى «البراكاجات» والاعتداءات والاختطاف وقد أفادنا نفس المصدر أن جماعات مختلفة منها الهاربة من السجون أو تلك التي تعتقد أنها مظلومة من طرف الشرطة التي تصدت لها حين كانت تريد سرقة الأملاك العامة وحرق. هؤلاء تحولوا الى أعداء أعوان الأمن واستغلوا فرصة الفوضى التي مدت بها بلادنا في الأيام الأخيرة وارتكبوا جرائم بشعة ضد الأمن يضيف مصدرنا ومن بين هذه الجرائم التي سجلت في حق زعوان الأمن والتي لم يذكرها أحد اختطاف عون أمن في وادي الليل، تشويه وجه عون بشفرة حلاقة في الكبارية حرق مجموعة من سيارات أعوان الأمن، تعرض عون أمن الى «براكاج» في المرسى من مجموعة من الأشخاص عندما كان في طريقه الى العمل وقد تم حرق سيارته وتعنيفه وفي الوقت نفسه كان بحوزة العون مسدسه ولم يستعمله للدفاع عن نفسه بل أفرغه في الأرض حماية لنفسه ولمن اعتدى عليه. جرائم بالجملة كل هذه الجرائم التي تم ذكرها لم يعرج عليها أحد وظل عون الأمن طوال فترة الانتفاضة العدو الوحيد للشعب في الوقت الذي كان فيه هؤلاء في مقدمة المعركة واستشهدوا من أجل وطنهم وكانوا في الواجهة قبل دخول الجيش. اغتصاب وأشياء أخرى... وقد لا تكون هذه الجرائم التي اقترفت في حق أعوان الأمن أبشع من التي ذكرها لنا مصدرنا تباعا وللأسف أيضا لم تتعرض لها أية وسيلة اعلامية ولم ينكرها وزير الداخلية في خطاباته حيث أكد لنا نفس المصدر أن مجموعة من عائلات أعوان الأمن القاطنين في أحياء سكنية خاصة بهم وفي جهتي باردو والمروج قد تعرضوا الى الاغتصاب (زوجاتهم وبناتهم) من قبل عصابات تدعي أنها من لجان الأحياء في حين أنهم كانوا مجموعات من الذين غادروا السجون وممن كانوا يعتقدون أنهم تعرضوا الى الظلم من طرف عون الأمن. كما تعرضت أيضا تلك العائلات الى النهب والسرقة... ذاك هو المشهد الذي كان يعيشه عون الأمن في ظل انتفاضة الشعب التي حرم منها وكأنه لا ينتمي الى هذا الشعب... حرصه منها مجموعة من الأشخاص اختلطت في أذهانهم الأمور وخالوا أن عون الأمن هو العدو في حين أن عدو الوطن والشعب قد هرب... تلك العصابات أرادت أن «يتجاوز القانون وأن يسطو على الأملاك العامة والخاصة دون أن يتصدى لها أحد وحين واجهها الأمن أصبح عدوها فرفعت ضده الشعارات وعنفوه وتعدوا على كرامته في الوقت الذي كان يحاول حماية الوطن وللأسف لم تحاول أية وسيلة اعلامية وخاصة التلفزات باعتبارها الأكثر شعبية أن تبرز مدى عناء الأمن الوطني وهذه الجرائم المرتكبة ضدهم وأن تحث الشعب على التعاون معهم لا التعرض لهم وفي المقابل كانت هذه التلفزات تزين مكانة الجيش الوطني لدى الشعب لكن من المفروض ابراز قيمة الجيش والأمن الوطني معا لأنهم في نهاية الأمر تتهم أبناء هذا الوطن ولطالما أحسسنا بالأمن والاستقرار في هذا البلد في ظل الأمن الوطني الذي يبقى دائما وفيا لوطنه ولشعبه في أكبر الأزمات...