هل بدات منظمة "فتح الاسلام "الاصولية المتطرفة تنفيذ التهديدات التي اطلقتها بتوسيع دائرة العنف في لبنان؟ وماذا وراء انفجار الاشرفية والفرادة؟ والى اين تتجه تطورات الاحداث على الساحة اللبنانية ؟ومن هوالطرف او الاطراف المستهدفة من ورائها؟ وكيف تعامل اللبنانيون مع هذه التطورات الخطيرة ؟وكيف يمكن للحكومة اللبنانية في ازمتها الراهنة مواجهة هذا الوضع؟ هذه التساؤلات وغيرها كانت محور هذا الحديث الخاص مع السيد غازي العريضي وزير الاعلام اللبناني الذي شدد على الاجماع الفلسطيني على رفع الغطاء عن ما يسمى بتنظيم " فتح الاسلام "وعدم ارتباطه بالنسيج السياسي الفلسطيني كما كشف مدى خطورة الوضع الراهن على الساحة اللبنانية مناشدا في ذات الوقت مختلف القوى اللبنانية ان تتجاوز خلافاتها القائمة وتدعم الجيش اللبناني حفاظا على هيبة الدولة. وللتذكير فان اندلاع هذه المواجهات بين الجيش اللبناني وتنظيم "فتح الاسلام" في محيط مخيم نهر البارد الذي يعد ثاني اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين كانت انطلقت مساء السبت بعد ان حاولت عناصر مسلحة سرقة مصرف جنوب شرق طرابلس قبل ان يتضح ان السيارة المستعملة خلال العملية تعود الى عناصر من تنظيم "فتح الاسلام " وفيما يلي نص الحديث: حاورته اسيا العتروس * بداية هل تعكس الاحداث الامنية الخطيرة المتواترة على الساحة اللبنانية من الاشتباكات الحاصلة على حدود مخيم نهر البارد الى تفجير الاشرفية ومنه الى تفجير الفرادة تنفيذا للتهديدات التي اطلقها تنظيم "ما يسمى بفتح" الاسلام بتوسيع دائرة العنف في لبنان وكيف يبدو لكم المشهد اللبناني في خضم كل هذه الاحداث؟ - ما يجري بالتاكد ترجمة للتهديدات التي اطلقت في وجه الحكومة اللبنانية والتي تحمل في طياتها مضمونا اساسيا ان في لبنان حالة من الفوضى والتوتر الامني الخطير بل ان البعض تحدث عن قدوم لتنظيم ل«القاعدة» الى لبنان والبعض ايضا روج للخراب والدمار الذي ينتظر لبنان اذا ما تم اقرار المحكمة الدولية لمحاكمة المتورطين في جريمة اغتيال رفيق الحريري وللاسف هذا هو المشهد الماثل امامنا وقد سبقت الاحداث التي نعيشها سلسلة من التصريحات السورية والتصريحات من جانب تنظيم "فتح الاسلام" هذا التنظيم الذي جاء من سوريا وتسلل الى مخيم نهر البارد وهناك معلومات مكشوفة نشرتها مختلف وسائل الاعلام تؤكد ان مجموعة من هؤلاء جاءت من دمشق بعد ان قامت بنوع من الانقلاب على ما سمي تنظيم" فتح الانتفاضة " لذلك فان ما حدث لم يكن امرا مفاجئا وكان متوقعا بل ان كل ما يحدث يضعنا امام سيناريو مدبر وليس من باب الصدفة ابدا ان تبدا هذه الاحداث بالاعتداء على الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ثم تؤول الى تفجير الاشرفية الان المطلوب ان نتوصل الى اتفاق لوضع حد لكل هذا... * مرة اخرى تتجه الاتهامات ضمنيا او مباشرة الى سوريا اليس في هذا محاولة للتهرب من المسؤولية والبحث عن شماعة لتبرير ما يحدث خاصة وان دمشق حرصت على تاكيد موقفها الرافض لهذه الاحداث التي تهز لبنان فكيف تردون على ذلك؟ - انا اتحدث عن وقائع ولست بصدد توجيه اتهامات عشوائية هناك فعلا مجموعة من الحقائق والتصريحات التي نشرت ونحن بدورنا نتساءل لماذا استهداف الجيش اللبناني والقوى الامنية ولماذا هذه المحاولات لاستباحة ولارباك الساحة الامنية ولماذا هذا الحرص على توسيع دائرة الاستهداف والعنف؟ ما يحدث يهدف الى نشر الخوف والرعب وتوجيه رسالة للجميع بان لبنان بلد غير مستقر ولا وجود فيه لمؤسسات قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها ولكن هذا لا يمكن ان يحدث وفي اعتبارنا ان في هذا استهداف لكل اللبنانيين دون استثناء وعندما يتم تفجير سيارة في مبنى سكني فان هذا يعني انه لا يمكن لاي لبناني ان يكون بمنأى عما يحدث او بمعزل عن هذه التهديدات فالكل مستهدف وقد يكون هناك في ذلك الموقع المستهدف بالتفجير صديق او قريب او ابن لك لذلك قلنا على الجميع أي المعارضة والحكومة التعاون بعيدا عن الخلافات السياسية القائمة لمواجهة ما يحدث طبعا ستبقى الاختلافات في المواقف ولكننا مطالبون جميعا بالعمل معا وبدعم القوى الامنية والجيش اللبناني الذي وقف بقوة الى جانب المقاومة في مواجهة العدوان . لقد اعلن الاخوة الفلسطينيون على مختلف الفضائيات انهم براء من هذا التنظيم وشاهد العالم مواقف الفلسطينيين الذين اجمعوا على رفض تنظيم "فتح الاسلام" الذي لا يربطه بهم أي رابط والذين اكدوا ايضا انه لا علاقة لهم بالنسيج السياسي الفلسطيني .وما حدث من اعتداء على الجيش اللبناني والقوى الامنية شكل استهدافا لكل لبنان وشعبه وامنه واستقراره وتهديدا للقضية الفلسطينية وهوما عبر عنه ممثلو مختلف الفصائل الفلسطينية منذ اليوم الاول للاعتداء * وماذا عن معاناة المدنيين وصرخات الاغاثة التي اطلقوها لنجدتهم ماذا قدمتم لهم حتى الان؟ - الجيش اللبناني في موقع المعتدى عليه في هذه الاحداث ولكن الى جانب هذه المسالة فانه يجب توفير الحماية للمدنيين داخل المخيم بعد ان حولهم عناصر "فتح الاسلام " الى رهائن في موقعهم ونحن بدورنا نقوم باتصالاتنا مع الاخوة الفلسطينيين لمواجهة هذا الوضع وفي نفس الوقت حماية هيبة ومصداقية الجيش اللبناني وحماية المواطن الفلسطيني الذي يقيم بيننا وهو اخ وشقيق وضيف وسيظل كذلك حتى يتسنى له العودة الى ارضه وليس فيما يحدث أي استهداف للفلسطينيين كما يسعى البعض للترويج كما نؤكد على ان القوى الامنية الشرعية هي الاداة الامنية الوحيدة المخولة لحماية المواطنين وفرض الامن والقانون على كامل الاراضي اللبنانية والمقيمين في الاراضي اللبنانية وهذا يستوجب موقفا حازما في مواجهة ما يحدث بكل الوسائل والاساليب والامكانيات لتثبيت مرجعية الدولة. * ولكن في هذا الطرح الذي قدمتموه ما يشير الى وجود خرق فاضح للامن اللبناني فاذا كان لديكم هذا الكم من المعلومات حول هذا التنظيم فلماذا لم يتم العمل على منع ما حدث والتصدي للمجموعة وكيف يمكن تفسير الخسائر الكبيرة في صفوف الجيش اللبناني؟ - معك حق في هذا التوجه ولكن للتوضيح كانت هناك مراقبة دائمة لهذه المنظمة وتحركاتها ولكن هناك ايضا خصوصيات وضع المخيمات الفلسطينية واذا حاولت القيام بشيء ما هناك فقد يعتبر ذلك استهدافا للفلسطينيين واذا تخلينا عن ذلك اعتبر ذلك ايضا تخليا عن المسؤولية. ولكن وجب التوضيح ان عدد شهدائنا في الجيش مرتفع فعلا وما حدث هو ان عددا من الجنود الذين استشهدوا لم يكونوا في دائرة الاحداث على الاطلاق بل انهم تعرضوا للاختطاف على الطرقات في عدة مناطق في الشمال وحدثت عمليات طعن وغدر واعتداء على عناصر الجيش خارج دائرة الاشتباكات على حين غرة ولم يكونوا مهيئين لذلك بالمرة. * كيف يبدو لكم المخرج من هذا الوضع وما المطلوب لتجاوز هذا الوضع ؟ - اولا هناك اجماع حاصل على تجاوز هذه الحالة وعلى ضرورة الالتفاف حول الدولة وقرارها ومؤسساتها للمحافظة على هيبتها وهذه مسؤولية لبنانية لا جدال حولها وهي مسؤولية السلطة والمعارضة على حد سواء. ثانيا هناك مسؤولية فلسطينية من قبل مختلف المنظمات التي رفعت الغطاء عن هذا التنظيم واكدت على التعاون مع الجيش اللبناني والدولة بشكل عملي * هل هناك نية لاقتحام المخيم من طرف الجيش اللبناني وهل بالامكان القيام بذلك رغم وجود اتفاق يقضي بعدم تدخل القوات اللبنانية في المخيمات؟ - ليس هناك اتفاق من هذا النوع والجيش لا يخطط لذلك ولكن الجيش سيواصل تعقب هذه العناصر ما دامت تهدد الامن والاستقرار. منذ عام كان لنا لقاء اتفق اللبنانيون بمقتضاه على خطة بالاجماع والمطلوب الان العودة الى ما اتفقنا بشانه وان يكون هناك تجاوب فلسطيني ما دامت كل اهداف نبيلة وما دام هناك اجماع بان ما يحدث حالة ارهابية شاذة وغير مقبولة من كل الاطراف وما نريده جميعا انهاء هذا الوضع فالكل يشكو مما يحدث واكرر انه ليس هناك أي استهداف للفلسطينيين نحن اليوم امام حالة طارئة في مواجهة تنظيم اجمع الاخوة الفلسطينيون على انه ليس فصيلا فلسطينيا. واود ان اوضح ان اغلب الذين سقطوا من هذا التنظيم في الاشتباكات ليسوا من الفلسطينيين. * هل امكن لكم التاكد من الجنسيات الاخرى؟ - نعم كان بينهم سوريون وتونسيون ولبنانيون وجزائريون ومغربيون ومن جنسات اخرى وغيرهم ما يؤكد انه لا علاقة لهذا التنظيم بالدفاع عن القضية الفلسطينية وان المهم الان انهاء هذه الحالة.