استمرت المظاهرات الاحتجاجية في مصر لليوم الثالث على التوالي وتواصلت معها الصدامات بين قوات الأمن والمواطنين مسفرة عن اصابة نحو 50 متظاهرا واعتقال نحو 1000 محتج وسط دعوات من طرف المجتمع المدني الى تنظيم احتجاجات غفيرة في كافة أرجاء البلاد اليوم الجمعة. وعمت المظاهرات مدينة الاسماعيليةوالسويس والعاصمة القاهرة، فيما أكد شهود عيان ان المتظاهرين عمدوا الى احراق مركز للشرطة في مدينة «السويس» احتجاجا على مقتل ثلاثة محتجين في المدينة الثلاثاء المنصرم. اصابات بالعشرات وأفادت مصادر مطلعة بأن 55 شخصا على الأقل أصيبوا في الاشتباكات التي اندلعت الليلة قبل الماضية واستمرت الى الساعات الأولى من فجر أمس بالسويس. وأضافت ان المحتجين أضرموا النار في مبنى حكومي وسعوا الى احراق مكتب محلي تابع للحزب الوطني الحاكم باستخدام قنابل يدوية. وأوضحت ان الشرطة أطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المحتجين ودفعهم الى التراجع معززة حضورها الأمني حول كافة المباني الحكومية الرئيسية. وأبرزت أن المسؤولين في عدة مناطق أصدروا أوامر بإغلاق جميع المحلات التجارية عقب ورود أنباء عن حدوث أعمال نهب. وأشارت الى أن مناوشات جدت بين المتظاهرين وقوات الشرطة في القاهرة، مبينة ان الأمن اعتقل أكثر من ألف شخص منذ بداية التحركات الشعبية. كما وجه النائب العام تهمة محاولة قلب نظام الحكم لأربعين متظاهرا. وأردفت أن بعض المحتجين سعوا الى اقتحام مقر وزارة الخارجية المصرية. اجتماع طارئ وفي سياق سياسي، عقدت قيادة الحزب الوطني الديمقراطي المصري أمس اجتماعا طارئا لمناقشة تداعيات التحركات الشعبية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أيام. وأكدت المصادر الاعلامية المطلعة أن هذا هو الاجتماع الأول من نوعه منذ بداية الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام حسني مبارك وبعدم ترشح نجله للمنصب الرئاسي. وتستعد مصر لاستقبال يوم حاشد من المظاهرات الغاضبة في كافة أنحائها اليوم الجمعة للمطالبة باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تمس كافة قطاعات الشعب وتنسحب على كل شرائحه. ومن المقرر ان ينضم المعارض المصري البارز والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى هذه المظاهرات الشعبية. وأعلنت السلطات المحلية في هذا السياق، حالة الطوارئ في مطار القاهرة مساء أمس لاستقبال البرادعي القادم من فيينا.