عين الرئيس المصري محمد حسني مبارك مساء أمس عسكريين في أعلى المناصب الرسمية حيث نصب اللواء عمر سليمان نائبا له والفريق أحمد شفيق رئيس للحكومة الجديدة خلفا لأحمد نظيف، فيما دفعت القوات المسلحة بتعزيزات أمنية في جميع الاحياء والمدن في كافة المحافظات لمطاردة «الخارجين عن القانون». وطالبت وزارة الدفاع المصرية المواطنين بالتزام حظر التجوال مهددة بالتدخل بكل قسوة وصرامة ضد كل مخالف لهذه التعليمات. وقد عاشت مصر أمس يوما احتجاجيا استثنائيا حيث خرج مئات الآلاف الى الشارع مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك واسقاط نظامه وسط انفلات أمني خطير وعمليات نهب وسلب طالت البيوت والمؤسسات العامة والخاصة وتوسيع لحظر التجوال لينسحب على 16 ساعة كاملة. وأورد التلفزيون المصري الرسمي أن أمين التنظيم في «الحزب الوطني الديمقراطي» الحاكم: أحمد عز قدم استقالته، مضيفا أن استقالة عز قبلت. وقال حقوقيون مصريون ان عز لعب دورا بارزا في تزوير انتخابات مجلس الشعب التي اجريت العام الماضي وجابت المظاهرات الاحتجاجية كافة مدن ومحافظات البلاد، واحتشد نحو 50 ألف متظاهر وسط العاصمة القاهرة، مطالبين برحيل مبارك ومنددين بخطابه الليلة قبل الماضية الذي لم يلب مطالبهم وتطلعاتهم، حسب رأيهم. وتواصلت المظاهرات الشعبية الى ما بعد الساعة الرابعة، وهو الموعد الذي حدده النظام الرسمي لبدء حظر التجوال الى الساعة الثامنة صباحا. وردد المتظاهرون هتافات تندد بالرئيس مبارك وتدعو الى محاكمته ونظامه. وشهد ميدان التحرير محاورات بين المتظاهرين ورجال القوات المسلحة المصرية. وأكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن مبارك عين عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية فيما ندد المحتجون بهذا التعيين. وأبرزت «قناة الجزيرة» أن نجلي حسني مبارك علاء وجمال رفقة عائلتيهما فروا الى لندن. وأضافت أن سوزان مبارك تحولت بدورها الى لندن، كما كلف مبارك: أحمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة. بالتوازي مع هذه المستجدات السياسية، جدت عمليات نهب في المحافظات المصرية مما حدا بالمواطنين الى تشكيل لجان شعبية للدفاع عن الممتلكات العامة والخاصة. وأوضحت هذه اللجان أن دورها هو الحيلولة دون انتشار مظاهر الفوضى في الشارع مشيرة الى أنها ستقف حجر عثرة أمام تلويث وتشويه صورة الاحتجاجات السلمية المطالبة بتحسين الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد. وذكرت مصادر محلية أن أعمال النهب عمت خاصة محافظات الاسكندرية والسويس والقاهرة والمنوفية متسائلة عن الخلفيات التي جعلت قوات الأمن تنسحب من الشارع وتترك البلاد للفوضى.