في ما فسره الملاحظون السياسيون على انه خطوة نحو التخلي عن حسني مبارك اكد ليلة امس الجيش المصري إقراره بشرعية مطالب المتظاهرين مشيرا الى ان قواته المسلحة لن تلجأ الى القوة ضد الشعب. وقد تقاطرت أمس مئات الآلاف من المتظاهرين في مصر على ميدان التحرير في العاصمة القاهرة مطالبين برحيل النظام واسقاط الرئيس محمد حسني مبارك وسط اضراب عام شل قطاعات عديدة من المجالات الحيوية في البلاد، فيما تتأهب القاهرة اليوم الى مسيرة مليونية للتأكيد على آمال الشعب المصري وتطلعاته بانهاء حقبة دامت أكثر من 3 عقود وللتلويح باعلان العصيان المدني الشامل. وطوت الاحتجاجات أمس الاثنين يومها السابع منسحبة على المحافظات والمدن المصرية ومستمرة في ذات شعاراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأفادت تقارير محلية أن الاحتجاجات اكتسبت زخما جديدا عقب مشاركة المحامين والقضاة والازاهرة فيها وتأييدهم للمطالب الشعبية المرفوعة. وأضافت أن المظاهرات استمرت لساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية وتحدّت حظر التجوال الذي وقع تمديده ساعة كاملة لينطلق من الثالثة ظهرا وينتهي الثامنة صباحا. واستأنفت قوات الامن والشرطة الانتشار في المدن الرئيسية عقب اختفائها طيلة الأيام القليلة الماضية فيما شددت وحدات الجيش اجراءات التفتيش حول العاصمة وعززت انتشارها لحماية المرافق الحيوية ومن بينها محطات المياه والكهرباء. ونقل التلفزيون المصري عن مبارك مطالبته للحكومة الجديدة، برئاسة أحمد شفيق باتخاذ خطوات ضرورية وجديدة لتعزيز الحريات الديمقراطية وفتح باب النقاش والتباحث مع قوى المعارضة لاعادة الحياة في الاقتصاد المصري. ودعا مبارك الحكومة الى فتح الحوار مع قوى المعارضة لتطبيق اصلاحات ديمقراطية في المجالات الاقتصادية والتشريعية والقضائية والدستورية والتصدي للفساد بكافة أشكاله بكل حزم. وجدّد المعتصمون رفضهم للاصلاحات التي أدخلها مبارك على أجهزة السلطة والحكم معتبرين أنه لم يفهم بعد رسالتهم. وأعلنوا عن تشكيل «برلمان شعبي» اتخذ عدّة قرارات أبرزها تشكيل مجلس رئاسي يضم قضاة وأحد قادة القوات المسلحة. وقرّر «البرلمان الشعبي» اختيار مجلس لقيادة الثورة يضم ممثلا عن الشباب المتظاهرين ورئيس نادي القضاة السابق المستشار محمود الخضيري والدكتور محمد البرادعي ومحمد البلتاجي وحمدين صباحي وأيمن نور وأسامة الغزالي وجورج اسحاق وأبوالعز الحريري. وعمد ائتلاف لقوى مصرية معارضة يضم «جماعة الاخوان المسلمين» والديبلوماسي السابق محمد البرادعي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتصال بالجيش. ودعا البرادعي اوباما الى حث مبارك على الرحيل واكد في حديث لقناة «سي إن إن» التلفزيونية ان اعمال النهب تنتشر في كل مكان بمصر والجيش غير قادر على فرض سيطرته على كل الأمور. وأطلق المتظاهرون على مسيرة اليوم الثلاثاء بيوم القيامة للدلالة بأنها يوم الفصل والحسم النهائي.