اختتم المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف سلسلة عروضه في المهرجانات بعرض استثنائي في مدينة بلطة من ولاية جندوبة لعمله «المنسيات» اخراج الأسعد بن عبد الله. هذا العمل الذي جاب جهات البلاد طيلة أربع سنوات ما زال الطلب عليه ملحا اذ عرض في 25 مهرجانا خلال هذه الصائفة وكان الاختتام أول أمس الخميس في مهرجان بلطة وهو مهرجان شعبي احتفالي «زردة» ويقدر عدد الجمهور الذي حضر هذا العرض بين و آلاف شخص حضروا «الزردة» وتابعوا عرض «المنسيات» وابتهجوا مع ايقاعاتها وكلمات أغانيها المنسية.... هذا العرض يؤكد مرة أخرى أن «المنسيات» لن تنسى بسهولة من الذاكرة فهي أول عمل تونسي بهذه الضخامة (35 عنصرا) يعرض طيلة أربع سنوات اذ اعتدنا على عروض كبرى لكنها لا تقدم إلا في عدد محدود جدا من العروض مثل النوبة أو «الحضرة». أما «منسيات» الكاف فقد بقيت صامدة ومحافظة على وحدة فريقها بادارة الأسعد بن عبد الله الذي منح للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف نفسا جديدا ونجاح «المنسيات» لا يعود الى روعة الأغاني المأخوذة من التراث ولا الى طريقة تقديمها فهذا ليس جديدا اذ اعتدنا الاستماع الى هذه الأغاني منذ سنوات بأصوات مختلفة مثل سعاد محاسن وعزيزة بولبيار والعربي القلمامي وغيرهم ولكن أهمية «المنسيات» أن أغانيها تسمع بالعين! فهي عمل فرجوي من طراز رفيع جسّد النضج الذي بلغته تجربة الأسعد بن عبد الله الذي شاهد الجمهور أعماله منذ أواخر الثمانينات مثل تقاسيم ونواقس وزرقون ستوري وفلوس القاز والمكتوب والريتسي وكسوف وكل هذه الأعمال قدمها في سيتار... لكن الامكانيات التي توفرت له في الكاف وثقة وزارة الثقافة والشباب والترفيه فيه التي راهنت على تعيينه في أعرق منطقة مسرحية بعد العاصمة كل هذه المعطيات مكنت بن عبد الله من النجاح ليس «بالمنسيات» فقط بل بباقي أعمال المركز. والسؤال الآن متى تفكر وزارة السياحة والصناعات التقليدية في تقديم هذا العمل في أوروبا كما قدمت النوبة والحضرة لأن «المنسيات» عمل لن ينسى!