لا يبدو تنحي حسني مبارك عن السلطة وشيكا، ولا يبدو ان الحشود الغاضبة المطالبة برحيله سترفع الراية البيضاء وإخلاء ساحات الاعتصام، ولا يبدو الى حد التطوّرات الراهنة ان الازمة سائرة الى الانفراج، مما يطرح أكثر من علامة استفهام خاصة في ما يتعلق بالدور المحتمل الذي سيلعبه الجيش المصري في حال استمر الوضع على ما هو عليه. وبدأ عدد من المحللين في طرح السيناريوهات المحتملة حول ما سيؤول اليه الوضع... بما فيها (أي السيناريوهات) تولي الجيش مقاليد السلطة، وهذا السيناريو هو الأكثر ترجيحا لأن دخول القوات المسلحة في مواجهة مع المتظاهرين يعني صداما عنيفا ومجزرة كبيرة في صفوف المحتجين. ويشير المراقبون الى أن هناك مؤشرات ميدانية على إمكانية ان تسير الأمور نحو تولي الجيش السلطة. ومن بين هذه المؤشرات الانتشار الكثيف للقوات المسلحة وغياب تام لقوات الأمن المعنية بحفظ النظام والممتلكات العامة والخاصة، إضافة الى الترحيب الذي حظي به الجيش لدى نزوله الشارع، وعدم الاحتكاك العنيف مع المتظاهرين. ويعتقد البعض ان التواجد العسكري الكثيف للجيش المصري في الشوارع قد يكون تمهيدا لأخذ مقاليد السلطة. ومع دخول المظاهرات يومها السابع تتعزز هذه التخمينات لدى الكثير من المراقبين مستدلين في ذلك على استعراض الجيش «عضلاته» حيث حلقت مقاتلات من طراز «آف 16» ومروحيات على ارتفاع منخفض فوق حشود المتظاهرين في ميدان التحرير. وفي عددها امس نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية شهادات عدد من المصريين قالوا فيها إن لديهم ريبة في تحركات الجيش في الوقت الراهن على خلاف ما بدا عليه الأمر عند اول نزول له الى الشارع. ولكن الصحيفة أشارت ايضا الى ان القوات المسلحة أبدت تضامنا كبيرا مع المحتجين على الاقل في المشاهد التي تناقلتها وسائل الاعلام من عناق بين الجنود والمحتجين.. وخلال الايام الاولى للمظاهرات كانت دبابات الجيش تجوب الشوارع وقد كتب عليها المتظاهرون «يسقط مبارك». ونقلت «الغارديان» عن نقيب في الجيش المصري قوله: «أنا سعيد باستمرار الاحتجاجات وإن شاء الله سيرحل» في إشارة الى مبارك. ولكن ثمة حسابات كثيرة قد يأخذها الجيش بعين الاعتبار وثمة التزامات دولية وإقليمية من شأنها ان تزيد من غموض موقف القوات المسلحة. وفي كل الحالات تبقى السيناريوهات المطروحة مجرد تخمينات الى ان تتضح معالم المشهد السياسي والعسكري المصري في قادم الأيام.