سرت الثورة الشعبية في تونس سريان النار في الهشيم، حيث تعيش القاهرة سيناريوهات مشابهة لما جرى في تونس، وعلى الأرجح سيمتد «لهيب» الثورة الى عدد من الدول الأخرى قد تكون إيران أولها. وقد بادرت طهران الى اجراءات استباقية لمنع وصول تأثيرات الثورة الشعبية في مصر الى إيران. وذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أن الايرانيين من متصفّحي الانترنات يجدون صعوبة أكبر من المعتاد في الدخول الى مواقع إخبارية رئيسية نتيجة تعطيل الحكومة الايرانية لخدمات عدد من المواقع المؤثرة، وخاصة منها شبكات التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فايس بوك» وهي شبكات أسهمت في حشد آلاف المتظاهرين في كل من تونس ومصر. ولم يتأكد ما إذا كان تعطيل خدمات المواقع ا لاخبارية الرئيسية يتم بتدخل حكومي أم لا لكن مصدرا إيرانيا رسميا قال انه يجري التثبت في أسباب المشكلة. وكانت الحكومة الايرانية أثنت على الثورة الشعبية في مصر واعتبرت أنها تستلهم من الثورة الاسلامية الايرانية التي أطاحت بالشاه عام 1979، والذي كان وقتها حليفا للولايات المتحدة والاجراءات الاستباقية التي اتخذتها طهران تحسّبا لإمكانية تغذية المواقع الالكترونية على شبكة الأنترنات، لأي احتجاجات محتملة، تعدّت الجانب التقني، الى الجانب العسكري حيث كثفت القوات البحرية الايرانية من مراقبة حركة مرور السفن والأساطيل البحرية التي تدخل أو تخرج من الخليج العربي للتأكد من طبيعة الشحنات. وشهدت إيران بعيد الاعلان عن فوز احمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية احتجاجات قادتها المعارضة، لكن السلطات قمعتها بشدة. وتخشى الحكومة الحالية اشتعال فتيل الاحتجاجات مجددا «تيمنا» بالثورة الشعبية المصرية. «يوم غضب» وفي سياق متصل تعتزم احزاب المعارضة في اليمن تنظيم مظاهرة حاشدة غدا في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء والمدن الأخرى ضمن حملة تصعيدية بدأت منذ أيام قليلة ضد السلطة. ولا يتعلق الأمر باليمن وحده، فقد ذكرت مصادر اخبارية امس ان مجموعات بدأت تتشكل على شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنات تدعو الى يوم غضب في سوريا بعد صلاة الجمعة. وفي السودان ايضا بادرت مجموعة من ال «فايس بوك» بالحشد لمظاهرات غضب للمطالبة بإجراء إصلاحات ديمقراطية. وعمليا بدأت في العراق تحركات ميدانية حيث تظاهر المئات من سكان مدينة الحسينية أمس احتجاجا على سوء الخدمات وعلى انتشار الفساد المالي والإداري. اما في المغرب فقد حذّر أحد أبناء العائلة الحاكمة (مولاي هشام ابن عم العاهل المغربي) من ان القلاقل قد تمتد الى المغرب. وتحسبا لثورة غضب في الاردن كلف العاهل الاردني الملك عبد الله مستشاره العسكري السابق معروف البخيت بتشكيل حكومة جديدة في محاولة لاحتواء القلاقل التي بدأت تظهر في الشارع الاردني. وعلى ضوء ما سبق ذكره، فإن عاصفة الثورة التي انفجرت في تونس ولاحقا في مصر، قد تضرب تباعا في عدد من الدول لكن لا أحد يجزم على من سيكون الدور التالي.