خلصت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى أن الرئيس المصري حسني مبارك لن يكون قادرا على النجاة من الاضطراب السياسي في البلاد، وفق ما كشفه محللون أمريكيون. وقالت إيزويل كولمان، خبيرة في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية ان هناك نظرة ثاقبة على واقع يقول ان الأحداث تخطّت مبارك وأنه سيكون من الأفضل تسهيل خروجه من السلطة أكثر من مواصلة التشبث بالسلطة. وكانت الادارة الأمريكية قد أوفدت سفيرها السابق لدى مصر فرانك وايزنر الى القاهرة للاجتماع بمبارك. رسالة أمريكية وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن وايزنر سلّم رسالة تمّت الموافقة عليها بصورة مباشرة من خلال حب أوباما لمبارك لإعلان نيته في مغادرة منصبه. وحاولت الولاياتالمتحدة على مدار أسبوع موازنة نهجها من خلال الدعوة الى إجراء اصلاحات تدعم الحركة الديمقراطية، لكن مع تصاعد حجم وقوة الاحتجاجات وإظهارها عزما لا يفل لم يكن لدى إدارة أوباما من خيار سوى الادراك بأن انتقال السلطة من مبارك أمر حتمي ولم ترغب في أن تظهر على أنها تنحاز الى حاكم مستبدّ مقابل حركة ديمقراطية. وقال ناثان براون، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن «في رأيي الرسالة أصبحت أكثر قوة وأنهم تجاوزوا نقطة السذاجة وأدركوا مسألة أنه يتعيّن على مبارك الرحيل».. وكان أوباما قد دعا نظيره المصري الى البدء فورا في عملية انتقال سلمي للسلطة مشيدا بالمظاهرات الاحتجاجية للمصريين وموقف الجيش منها. وعقب إعلان مبارك الليلة قبل الماضية أنه لن يترشح لولاية ثانية ولن يتنحّى قبل انتهاء ولايته في الخريف المقبل تحدّث أوباما معه عبر الهاتف لمدة نصف ساعة. وأكد أوباما لنظيره المصري أن عملية انتقال السلطة سلميا في مصر «يجب أن تبدأ الآن». من جانبه دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون كيري الرئيس المصري الى التنحّي عن السلطة وإفساح المجال أمام نظام سياسي جديد. وصفات... وإنذارات في هذه الأثناء قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه ليس من المفيد إعطاء وصفات وتوجيه انذارات من الخارج للشعب والسلطات المصرية. وأضاف لافروف خلال لقائه نظيره الليتواني أودرونيوس أغوماليس بموسكو «مصر شريك استراتيجي لنا ودولة ذات وزن في منطقة الشرق الأوسط.. لذلك يهمنا جدا ما يجري هناك ومن مصلحتنا أن يحلّ الاستقرار والديمقراطية والازدهار فيها وأن تحلّ المشاكل الاجتماعية الاقتصادية والسياسية الحالية بالسرعة الممكنة بالطرق السلمية. وفي الوقت نفسه أعلن مثقفون عرب تضامنهم مع الشعب المصري «في خياره الديمقراطي» وفي «ثورته المشروعة» بحسب بيان تلقّت وكالة الأنباء الفرنسية نسخة منه. ومن جهته حذّر وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر من امتداد ما يحصل في مصر الى خارجها إذا لم يع القادة العرب ما يجري وإذا أرادوا البقاء في السلطة.