التقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس مع وزير الخارجية الاماراتي في أول لقاء من نوعه مع مسؤول عربي منذ بداية الاحتجاجات وذلك في وقت تتزايد فيه التكهنات حول مصير مبارك الذي قد يغادر أيضا القاهرة لإجراء «فحوصات طبية طويلة» في ألمانيا، وفق ما ذكرته مجلّة «دير شبيغل» الألمانية. ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» أن الوزير الاماراتي عبد اللّه بن زايد آل نهيان سلّم رسالة من رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.. لكن الوكالة لم تتطرّق الى مضمون اللقاء. من جهة أخرى ذكرت الوكالة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصل بالشيخ محمد بن زايد موضحة أن المحادثات تناولت أوضاع المنطقة وخاصة التطورات الراهنة التي تشهدها مصر. سيناريوهات... وتحرّكات وكانت الخارجية الاماراتية أعلنت منذ بداية احتجاجات مصر عن ثقتها في قدرة المسؤولين المصريين على تجاوز موجة المظاهرات المطالبة بخلع مبارك. وفي هذه الأثناء قالت مجلة «دير شبيغل» ان الأفكار حول زيارة طبية يقوم بها مبارك الى ألمانيا باتت ملموسة أكثر مما كنّا نعتقد حتى الآن لإجراء فحوص طبية طويلة على الأراضي الألمانية». وتابعت «هناك مشاورات تمهيدية مع المستشفيات الملائمة ولا سيما عيادة ماكس غرونديغ في بول بمنطقة بادي فورتنبرغ جنوب غربي ألمانيا وذلك نقلا عن مصادر في تلك العيادة». وكان نواب في البرلمان الألماني تابعون للائتلاف الحاكم في برلين قد اقترحوا في وقت سابق إقامة مبارك في ألمانيا كحلّ للأزمة الراهنة في مصر.. لكن هذا الاقتراح قوبل بتهديد أحد الحقوقيين الألمان بمقاضاة مبارك في حال التفافه على الاحتجاجات من خلال الذهاب الى ألمانيا للعلاج. وفي سياق متصل بدأ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس زيارة رسمية الى ألمانيا تستمر يوما واحدا لبحث تطورات الأوضاع في مصر. وقال مصدر سعودي في الرياض لوكالة الأنباء الألمانية ان الأمير سعود الفيصل التقى خلال الزيارة مع عدد من المسؤولين الألمان وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لبحث الوضع المصري وموقف البلدين منه. وأكد الفيصل لميركل في هذا الصدد على موقف بلاده من أحداث مصر وضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بمجهودات لحفظ الاستقرار والأمن في مصر والحفاظ على الشرعية الدولية المتمثلة في إبقاء الرئيس حسني مبارك رئيسا للبلاد حتى إجراء انتخابات حرّة. خطة لإبقاء مبارك وفي هذا الاطار ذكرت القناة السابعة بالتلفزيون الاسرائيلي «ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يعكفون على مناقشة إبقاء مبارك في السلطة». ونقلت القناة عن مسؤول كبير في البيت الأبيض أنه على الرغم من المعارضة الكبيرة التي تبديها الادارة الأمريكية تجاه نظام مبارك إلا أنها تعمل خلف الكواليس من أجل إبقائه في الحكم. وأشار المسؤول الى أن هذه الخطوة تهدف الى منع سيطرة الاخوان المسلمين على الحكم في مصر والحفاظ على استقرار البلاد موضحا أن واشنطن تسعى الى إبرام اتفاق مع الدوائر السياسية المصرية لإبقاء مبارك في السلطة مع نزع صلاحيته كرئيس لمصر.